شاعرُ العرب الشاهد على القرن العشرين

تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:

ولد الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في مدينة النجف الأشرف بالعراق عام 1899 من أسرة اشتهرت بالعلم والأدب، إذ امتازت قصائده بالتزام عمود الشعر التقليدي، والده (عبد الحسين) كان عالماً من علماء النجف الأشرف، ينحدر من أسرة نجفية تعرف بآل (الجواهر) نسبة إلى مؤسسها الشيخ (محمد حسن صاحب الجواهر) وزوجته (آمنة) وله بنت اسمها (خيال).

درس الجواهري اللغة العربية، واشتغل بالتعليم والصحافة وأصدر جرائد (الفرات- الانقلاب- الرأي العام)، امتازت قصائده في الكثير منها بالثورة على التقاليد من ناحية، وعلى الأوضاع السياسية والاجتماعية الفاسدة آنذاك من جهة أخرى، وكان لآل (جواهر) مجلس عامر بالأدب يرتاده كبار الشخصيات الأدبية، كما أن الجواهري درس لدى أساتذة كبار علّموه أصول النحو والصرف والبلاغة والفقه.

اشترك في ثورة العشرين العراقية ضد الاحتلال البريطاني عام 1920، وكانت له أول مجموعة شعرية تحت عنوان (خواطر الشعر في الحب والوطن والمديح) حين كان في الخامسة والعشرين من العمر، كما صدر أول ديوان له عام 1928 اسمه (بين الشعور والعاطفة)، في عام 1947 انتخب الجواهري عضواً في مجلس النواب العراقي، لكنه سرعان ما استقال لخلافه مع الحكومة لمعارضته معاهدة (يورتموت) مع بريطانيا.

من قصائده الشعرية (قصيدة يوم الشهيد):

يوم الشهيد تحية وسلام

بك والنضال تؤرخ الأيام

بك والضحايا الغر يزهو شامخاً

علم الحساب وتفخر الأعوام

وفي أيام حياته الأخيرة غادر العراق إلى سورية ليستقر فيها، تحف به نخبة الشعراء والأدباء ورجال الثقافة في سورية، وتوفي عام 1997 في أحد مستشفيات دمشق ودُفن في السيدة زينب..

يقول الجواهري في قصيدة له بعنوان: يا دجلة الخير:

حييت سفحك عن بعد فحييني

يا دجلة الخير يا أم البساتين

حييت سفحك ضماناً ألوذ به

لوذ الحمائم بين الماء والطين

إني وردت عيون الماء صافية

نبعاً فنبعاً فما كانت لترويني

وقد تحوّل بيته على دجلة إلى متحف للزوار.

وفي دمشق التي أحبّها، وأحبّته وتغنى بها عاش الجواهري عزيزاً مكرماً حتى وفاته –رحمه الله- ومن قصيدته (يا جلّق الشام) هذه الأبيات من الشعر:

شممت تربك لا زلفى ولا ملقا

وسرت قصدك لاخبّاً ولامذقا

وما وجدت إلى لقياك منعطفا

إلا إليك ولا ألفيت مفترقاً

قالوا دمشق وبغداد فقلت هما

فجر على الغد من أمسيهما انبثقا

ما تعجبون؟ أمن مهدين قد جمعا

أم توءمين على عهديهما اتفقا؟

يا جلق الشام والأعوام تجمع لي

سبعاً وسبعين ما التأما ولا افترقا

ما كان لي منهما يومان عشتهما

إلا وبالسؤر من كأسيهما شرقا

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة القوات الروسية تحسن تموضعها على عدة محاور.. وبيسكوف: المواجهة الحالية يثيرها الغرب