طريقة جديدة لاكتشاف الكاذب
تشرين:
درجت خلال السنوات الماضية معلومات كثيرة عن الإشارات التي قد تدلنا أن شخصاً ما يكذب، أو ما يطلق عليها لغة الجسد، إلا أن بحثاً جديداً كشف أموراً عكس المتعارف عليه.
فقد حدد باحثون بدقة بعض إشارات الخداع، ومنها أن الاعتقاد السائد أن الكذابين عادة ما يتجنبون النظر بأعينهم أثناء قول أكذوبة، ليس هو الحال دائماً، حسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية .
وأفادت الدراسة التي أجراها خبراء من جامعات ماستريخت وتيلبورغ وأمستردام، بأن تفاصيل رواية القصص هي المفتاح عند فصل الأكاذيب عن الحقيقة.
كذلك اقترح الخبراء أيضاً التركيز على إشارة واحدة للمساعدة في تحديد الأكاذيب الصادرة عن شخص ما، مثل حركة الفم أو العينين.
ويمكن أن يشمل ذلك عوامل الموقع أو سلوك الشخص أو حتى وقت الحدث.
في حين أشار خبراء آخرون بدلاً من ذلك إلى تعبيرات الوجه كإشارة واضحة على الصدق مع الابتسامات المزيفة التي تظهر فقط “في الفم” ولا تظهر في العينين.
وأجرى الخبراء تسعة اختبارات منفصلة على أكثر من 1000 شخص لفحص قدراتهم على اكتشاف الكذب، وتضمن ذلك عرض مقاطع فيديو للمشاركين، وبيانات، ونصوصاً وحسابات حية لسيناريو يتم سرده.
ففي الاختبار الأول، واجه 39 مشاركاً عبارات صحيحة ومختلقة تصف الأنشطة الأخيرة للطلاب، كذلك تضمن ذلك روايات عن التجول في الحرم الجامعي والذهاب إلى الخزائن ووصف عملية تفكيرهم.
بعد ذلك، كان على المشاركين تصنيف كل عبارة على مقياس من “مخادع تماماً” (100) إلى “حقيقي تماماً” (+100) ، مع فحص تفاصيل كل حساب.
وبدلاً من ذلك، فإن قاعدتهم الأساسية البسيطة هي مراقبة مقدار التفاصيل التي يشاركها شخص ما أثناء سرد قصة.
ورغم ذلك، بيّنت الدراسة أن اكتشاف الخداع أو الكذب كان “صعباً للغاية” حيث كان لدى المشاركين معدل دقة يبلغ 59-79٪ بشكل عام.
إلى ذلك, أظهرت دراسة أكاديمية أميركية أن تقليل الكذب في الحياة اليومية يحسّن الصحة العقلية والجسدية، مؤكدة أن الأجساد تتجاوب سلبا مع الكذب.
وأكدت الدراسة أن الملتزمين بالصدق لديهم عدد أقل من حالات ضعف الصحة العقلية، مثل الشعور بالتوتر أو الكآبة، وعدد أقل من الأعراض الجسدية، مثل التهاب الحلق أو الصداع، كما أكد الذين يصرحون بالحقيقة تحسناً في علاقاتهم مع الأصدقاء والعائلة.
في السياق ، أكد علماء النفس أن الكذب يمكن أن يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات هرمونات التوتر في الدم، وبمرور الوقت يمكن أن يؤثر ذلك بشكل كبير في الصحة العقلية والبدنية.