سياسة لَحسْ المبرد

صانعة الموت والدمار في العالم تعقد «قمة للديمقراطية»، كم هو مثير للاشمئزاز سماع هذا الخبر وتحت هذا المسمى تحديداً، كم هو مثير للاشمئزاز ذاك الخطاب النزق للولايات المتحدة عندما تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهي التي تعد أكبر منتهك للديمقراطية في العالم، إذ تعبر حاملات طائراتها آلاف الأميال عبر المحيطات لتقتل وتشرد وتحتل وتنهب ثروات دول كثيرة بذرائع واهية، وفي النهاية تتحدث عن الديمقراطية مثلها كمثل «بنت ليل» عندما تتحدث عن العفة والطهارة؟!
إنّ مفهوم الديمقراطية الأمريكية كمرادف وتعريف أساسي لها من وجهة النظر الحقيقية هو ذاك النوع الخاص الذي «أهداه» الأمريكيون للعراق وليبيا واليمن وسورية وقبلها فيتنام وغيرها.. إذاً الديمقراطية الأمريكية هي مجرد مظهر من مظاهر الممارسات الاستعمارية الجديدة القديمة في سياستها الخارجية، لإضفاء «الشرعية» على الأدوات الأمريكية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة وذات السيادة.
من المهزلة أن يكون رواد ما يسمى «الفوضى الخلاقة» والحروب الاستباقية في العالم التي دمرت دولاً وقتلت ما قتلت من شعوبها خارج إطار الشرعية الدولية، وكل قوانين الأرض هم من دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان، وعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما يصل الأمر إلى فلسطين والشعب الفلسطيني فإن كل القيم الإنسانية تتبدل، ويتم الالتفاف عليها، ويصبح هذا الشعب خارج كل الحسابات وفريسة للعدوان الإسرائيلي واستباحة العنصرية الصهيونية.
من المعلوم أن الولايات المتحدة تنفق تريليونات الدولارات على الحروب وأسلحة القتل والدمار، ولا يمكن أن يقنع خطابها الفج حول الديمقراطية ولا دعواتها لقمم كهذه أحداً، فالعالم بات يعرف نياتها المبيتة وسياساتها التي باتت تعرف بسياسة لحس المبرد لتستمرىء بطعم دماء الأبرياء.
Daryoussi@hotmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار