أكثر فأكثر يتسع الحديث عن قمة سورية – مصرية محتملة نهاية نيسان الجاري، خصوصاً بعد زيارة وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد إلى مصر ولقائه نظيره المصري سامح شكري. ورغم أن مجمل الحديث يتم نقله عن مصادر مطلعة، من دون تسميتها، ورغم أن هذه المصادر لا تتحدث عن موعد أو مكان محدد، إلا أن هذه القمة تبدو نتيجة منطقية، أولاً لمسار الزيارات وعمليات التنسيق المتبادلة، التي اكتسبت زخماً متسارعاً بعد كارثة زلزال 6 شباط الماضي.. وثانياً لمسار الانفتاح العربي على سورية، وجهود لمّ الشمل قبل القمة العربية المرتقبة في السعودية في 19 أيار المقبل.
فعلياً، دخلت العلاقات السورية – المصرية دائرة التركيز منذ اتصال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الرئيس بشار الأسد في أعقاب كارثة الزلزال، مُعزياً بالضحايا، مُطلقاً حملات إغاثة وإعانة للمنكوبين، ومؤكداً دعم مصر لسورية ولمسار الانفتاح العربي عليها، بعد هذا الاتصال بأيام جاءت زيارة شكري إلى سورية، واليوم تأتي زيارة المقداد إلى مصر لتفتح الباب واسعاً باتجاه تطورات بارزة على مستوى العلاقات الثنائية، ستنعكس بصورة عميقة أولاً على صعيد التقارب السوري – السعودي، وثانياً على اجتماعات القمة العربية التي تستضيفها السعودية.
الأهم هنا أنه مع كل خطوة عربية باتجاه سورية تتسع دائرة التفاؤل بأن الأمة اليوم أمام مرحلة حاسمة في تاريخها، فإما أن تكتمل هذه المرحلة فتنتقل الأمة إلى المرحلة التالية لتكون لها مكانتها ودورها إقليمياً، ولتكون جزءاً مهماً فاعلاً ومؤثراً في المشهد العالمي الجديد الذي يتشكل باتجاه عالم متعدد الأقطاب.. وإما أن تتعثر هذه المرحلة فتسقط الأمة من الحسابات الإقليمية والدولية، علماً أن هذا الاحتمال الثاني لا يبدو في وارد أي من الدول العربية حالياً، فجميعها يعي بشكل عميق أهمية الدور والمكانة والتأثير، وأن التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم لن تنتظر أحداً.
الأهم أيضاً أن تنتقل الأمة من هذه المرحلة إلى المرحلة التالية، بصورة موحدة، بمعنى كتلة واحدة متضامنة، قادرة على التعاون، وحلّ أزماتها وإدارة الخلافات وتسويتها.. والبداية من سورية، من هنا تكتسب القمة العربية المقبلة أهميتها، إذ يُنتظر منها الكثير على هذا المستوى، مستوى التعاون والتضامن وتسوية الأزمات، ومن هنا تأتي أهمية كل تقارب عربي ليصب في خدمة هذا الهدف.. وعليه ننتظر أن تتحول التوقعات بقمة سورية – مصرية إلى حقيقة واقعية، ونعلم مسبقاً أن بلدنا سورية والشقيقة مصر لا يألوان جهداً في سبيل تحقيق كل ما يعزز قوة الأمة ودورها ومكانتها.
مها سلطان
57 المشاركات