الطلبة يجددون العهد
اعتاد الطلبة في كل عام، وتحديداً في الثلاثين من آذار أن يجددوا العهد في نهج العمل المبدع، وروح المبادرة والقدوة في العمل التطوعي، والمساهمة في مسيرة إعادة البناء والإعمار من خلال ما يمتلكون من تلك الروح المبدعة والخلاقة في الاندفاع والحماسة تجاه الوطن الغالي، فقد حملوا إلى جانب القلم السلاح باليد الأخرى في معركة الدفاع عن الوطن، وكان حاضراً كغيرهم من المخلصين في أفئدتهم، يدركون معاني المسؤولية التي تحلوا بها بوعي وإدراك، لمتابعة الطريق والآمال العريضة التي تعول عليهم في معارك الحياة كافة.
في الذكرى 73 ليوم الطالب العربي السوري، تعود بنا الذكرى إلى المؤتمر الأول الذي أسس له، وترأسه القائد المؤسس حافظ الأسد عام 1950 ، فكان محطة مهمة في حياة الطلبة، لمسيرة حافلة في العطاء والعمل الطلابي على أكثر من صعيد، وحظيت على الدوام بالدعم والرعاية والاهتمام، وهي مستمرة حتى يومنا هذا في ظل قيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
في هذا العام تجسد العمل الطلابي والتطوعي بشكل ملفت للنظر، وخاصة في حرصهم للتخفيف من آثار الزلزال المدمر الذي ضرب عدداً من المحافظات السورية، فكان اندفاعهم طوعياً للمساعدة في أشكالها كافة، وتوجه العديد منهم إلى الميدان العملي، والانتقال لتلك المحافظات لتقديم المساعدة، فاستحقوا التقدير والثناء من الجهات المعنية ومن قيادتهم الطلابية.
ساهم الطلبة في إزالة الأنقاض وتقديم الإسعافات، وتطوعوا في المشافي، وتبرعوا بالدم، وعملوا في مراكز الايواء والإطعام والمطابخ الميدانية، وكانوا في المطارات يساهمون في إفراغ حمولة الطائرات التي حملت المساعدات للمتضررين من الزلزال، عدا عن جلسات الحوار والدعم النفسي والاجتماعي التي عقدت، وكذلك قيام الفروع الخارجية للاتحاد الوطني لطلبة سورية بجمع التبرعات لإرسالها للوطن.
لقد ساهم الاتحاد الوطني لطلبة سورية في مبادرته ورعايته للمتفوقين والمبدعين في إعدادهم وتجهيزهم لميادين سوق العمل، من خلال العديد من المبادرات التي أطلقها في ميادين العلوم المختلفة، وكان آخرها منصة صلة التي تقدم حزمة واسعة من الخدمات الإلكترونية الطلابية.
الآمال كبيرة معقودة على مشاعل العلم والمعرفة في المستقبل، ليكونوا صناع مسيرة إعادة البناء والإعمار في الوطن، وهم الذين قاسوا وعانوا من ويلات الحرب على سورية، وكانوا أهلاً للدفاع عن الوطن في أحلك الظروف، واليوم يخوضون معركة البناء مع قطاعات المجتمع الأخرى، فبوركت تلك الجهود مجتمعة.