واقع الطرق الزراعية لا يخدم الفلاحين ويعيق استثمار المزيد من الأراضي
تشرين- طلال الكفيري:
بات تنفيذ المزيد من الطرق الزراعية بمنزلة بوابة عبور لفلاحي السويداء، التي من خلالها يستطيعون استصلاح أراضيهم القابلة للزراعة ليصار إلى استثمارها بزراعة المحاصيل الحقلية والأشجار المثمرة، وبالتالي جني ما تنتجه تلك المحاصيل بيسرٍ وسهولة دون أي معوقات.
فالهم المشترك الذي يجمع كل مزارعي المحافظة وحسب من التقت بهم ” تشرين” هو افتقاد معظم قرى وبلدات السويداء بدءاً من قيصما جنوباً ومروراً بسالة ومياماس شرقاً وانتهاءً بالصورة الكبيرة شمالاً لطرقٍ زراعية كافية لتخديمهم، أضف إلى ذلك أن المنفذ من هذه الطرق وللأسف قد تجاوز عمره الاقتصادي لمضي أكثر من عشرين عاماً عليه، إذ أصبحت هذه الطرق غير صالحة لمرور الآليات الزراعية عليها، وبالتالي متعطشة إلى طبقة” إسفلت” جديدة لتغطية العيوب البارزة والواضحة للعيان.
عدا عن ذلك فمعظم قرى وبلدات المحافظة مثل” سهوة الخضر- الكفر- نمرة- عرمان- سالة- المشنف الخ” يْطالب مزارعوها بشق المزيد من الطرق الزراعية، فتخديمها بالطرق الزراعية لا يتجاوز 40 بالمئة، ما أدى إلى عدم مقدرة أصحاب الأراضي على الوصول إليها بغية استصلاحها أو فلاحتها وزراعتها ورش الأشجار المثمرة المزروعة قديماً، علاوة على ذلك. وجود صعوبة كبيرة بنقل إنتاج الأراضي المزروعة منذ خمسينيات القرن الماضي إلى منازلهم، لتعذر دخول الآليات إليها، ما يضطرهم في كثير من الأحيان لنقل الإنتاج على الأكتاف ما شكل عبئا ً ثقيلاً عليهم.
ليضيفوا أن عدم توافر طرق زراعية كافية نتيجة لعدم شق المزيد منها ولدّ انعكاسات سلبية على أرض الواقع، لكون النسبة العظمى من قرى وبلدات المحافظة جبلية ومن الصعب الوصول إليها سيراً على الأقدام.
والمسألة التي لم يغفلها الفلاحون هي أن معظم الطرق التي تم شقها فيما مضى ما زالت ترابية لتاريخه اي إنه لم يتم تعبيدها، ما ولد العديد من العقبات والعراقيل أمام الفلاحين ولا سيما في فصل الشتاء وفي مقدمتها عدم قدرتهم على الوصول إلى أراضيهم جراء تحول الطرق غير المْعبدة إلى برك مائية موحلة من الصعب اجتيازها الأمر الذي قد يؤدي إلى إخراج هذه الأراضي من دائرة الاستثمار الزراعي.
معاون مدير زراعة السويداء المهندس علاء شهيب أشار إلى أن خطة الطرق الزراعية تْرفع عن طريق الجمعيات الفلاحية إلى اتحاد الفلاحين الذي بدوره يخاطب الخدمات الفنية بغية تعهيد الطرق المراد تنفيذها.
وفي تصريح آخر أوضح نائب رئيس اتحاد فلاحي السويداء طلال الشوفي ل”تشرين” أن تخديم قرى وبلدات المحافظة بالطرق الزراعية يتم وفق الإمكانات المتاحة للجهة المنفذة للمشروعات الطرقية، مضيفاً إن معظم تلك القرى بحاجة لشق المزيد من الطرق لتخديمها بشؤون الفلاحة والزراعة، وحاليا يتم العمل على شق طرق وفرشها ببقايا مقالع لتسهيل مرور الآليات الزراعية إلى أراضي الفلاحين.