جامعة الشام الخاصة في اللاذقية.. تحدث علامة إغاثية فارقة.. دور مجتمعي بعد الحضور العلمي الرائد
تشرين- سراب علي:
لم يكن صعباً على طلاب وكوادر فرع جامعة الشام الخاصة في اللاذقية، خلال ساعات قليلة، تحويل القاعات في مبنى الجامعة بحي الصليبة، من مكان للعلم إلى مركز آمن لاحتضان الأهالي المتضررين من الزلزال، حيث قام كوادر الجامعة من إداريين وطلاب بالدور المجتمعي المنوط بهم تجاه المتضررين من خلال استضافتهم وتأمين كل ما يلزم لهم.
دور مجتمعي
مدير كليات اللاذقية في الجامعة الدكتور حمود غزال أكد في حديثه ل” تشرين” أنه انطلاقاً من المبادئ التي تعمل الجامعة على تحقيقها بأنها رديفة للجامعات الحكومية، ودورها المجتمعي مع التركيز على هدفها الأساسي بتطوير المجتمع بكل مضامينه العلمية و الثقافية و الاجتماعية، بادرت الجامعة، بتوجيه من القيادة المركزية و رئيس الجامعة في دمشق الدكتور شريف الأشقر، إلى اتخاذ الإجراءات واستيعاب ما يمكن أن يترتب على الزلزال من آثار سلبية واجتماعية.
إغاثة متضرري الزلزال بمراكز إيواء مجهزة.. ونقطة طبية من أساتذة مختصين
وأضاف غزال: غداة الزلزال تم تجهيز مجموعة من الغرف والقاعات بالفرشات والأغطية والحرامات والألبسة، لاستقبال العائلات المتضررة، حيث تمت استضافة 850 شخصاً من مختلف المناطق وتقديم كل ما يمكن تقديمه لهم من مستلزمات ضرورية.
نقطة طبية
وأشار غزال إلى قيام الفرق التطوعية من الكادر الإداري بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية، بتأمين جميع متطلبات الأهالي والتبرع بالألبسة و الأدوية وتأمين نقطة طبية مكونة من أساتذة مختصين في الجامعة بمناوبات مع وجود صيادلة هم من الأساتذة و طلاب الإجازات، كما تم تشكيل لجنة مالية كإسعاف سريع لتزويد المأوى بكل ما يحتاجه، وتقديم الدعم النفسي للأطفال و الكبار، لافتاً إلى أنه تم اتخاذ المبادرة أيضاً لتعويض الفاقد التعليمي وتأمين كل ما يلزم من أدوات ودفاتر وأقلام للأطفال ومراجعة لما تعلموه حتى تم تحديد مراكز إقامة أخرى لهم.
العودة للتعليم
بعد إنهاء واجبهم المجتمعي و الاستجابة الأولى للزلزال ونقل المتضررين إلى مراكز إقامة أخرى بناء على قرارات المحافظة، يضيف غزال: تابع طلاب كل من كليات (طب الأسنان، الصيدلة الحقوق، العلوم الإدارية ) في الجامعة مسيرتهم العلمية ضمن قاعاتها المجهزة بكل ما يحتاجونه من متطلبات العملية التعليمية، مشدداً على أن الجامعة تحتوي أفضل المخابر والتجهيزات التي يحتاجها طلاب الجامعة، حيث يضم المبنى الرئيسي للجامعة 8 قاعات دراسية، 17 قاعة في مبنى كلية الاسنان التي تحتوي على 5 مخابر وعيادات، في حين تحوي كلية الصيدلة 3 مخابر، بالإضافة لوجود 7 مخابر مشتركة.
ولفت غزال إلى الإقبال الكبير للطلاب على التسجيل في الجامعة، حيث بلغ عدد خريجيها من تاريخ تأسيسها عام 2011 حتى الآن 650 خريجاً من جميع الاختصاصات، فيما يبلغ عدد الطلاب المسجلين فيها لهذا العام 2688 طالباً وطالبة.
وأكد غزال أن الموقع الجغرافي للجامعة أنعش المنطقة، كما أن الأساتذة في الجامعة هم من أهم الأساتذة في جامعات ( دمشق وتشرين وحلب )، إضافة إلى الأساتذة غير المنتمين لجامعة معينة.
منهاج متقدم
ونوّه غزال بأن طلاب كليتي الصيدلة وطب الأسنان أثبتوا حضورهم في الامتحان الوطني الموحد وكانت نسبة نجاحهم مرتفعة، مشيراً إلى قبول طلاب الجامعة في الدراسات العليا بجامعات دمشق وتشرين و حلب ،حيث بعضهم أنهى المرحلة الأولى ومرحلة الدبلوم وناقش رسالة الماجستير بدرجة امتياز.
وأكد التزام الجامعة بالمعايير العلمية والاعتمادية التي تضعها الوزارة بدقة كما أن خريجيها متواجدون في جميع المجالات في القطاع الخاص والعام ويثبتون وجودهم.
غزال: هدفنا الارتقاء بالمجتمع بمضامينه العلمية والثقافية والاجتماعية
وحسب غزال تعتمد الجامعة منهاجاً متقدماً (الساعات المعتمدة) وتعطى المادة العلمية كما باقي الجامعات الحكومية والرسمية والمؤلفات متقاربة، كما تحث جامعة الشام الخاصة كل الأساتذة المتفرغين بتأليف المادة العلمية للمواد التي يقومون بتدريسها لتكون مادة علمية تعتمد على أفضل النتائج والمراجع العلمية.
مبادرات اجتماعية
الجدير بالذكر أن “هبّة” الجامعة بكوادرها وطلابها لإغاثة المتضررين، ليست الأولى، حيث كانوا من السبّاقين لإخماد الحرائق التي اندلعت في اللاذقية خلال السنوات الماضية، وتواجدوا من خلال الاتحاد الوطني لطلبة سورية على شكل فرق إغاثية وتم اتخاذ مبادرات رائعة سواء في توفير السلل الغذائية و الخدمات الطبية على أرض الواقع في الأرياف والمنازل التي تعرضت للحرائق.