مطالبات بوضع حلول تحمي قاطعي “المتحلق الجنوبي” مختار حي الزهور: 70 حالة دهس خلال ثلاث سنوات
تشرين- إلهام عثمان:
تسلب حوادث السير الكثيرين حياتهم على حين غرة، نتيجة السرعة والإهمال، وعدم الشعور بالمسؤولية سواء من السائق أم المشاة، وقد تتسبب بعاهات مستديمة وفي أحيان كثيرة تؤدي إلى الموت، إلا أن الخطورة تتضاعف على الأتوسترادات والجسور والمتحلقات، وخاصة المتحلق الجنوبي /متحلق الزاهرة/ الذي يفصل بين منطقتي مسبق الصنع- الروضة وحي الزهور، وهي منطقة حيوية تعج بعدد كبير من السكان، ما يضطر معظمهم للمغامرة يوميا بعبور الطريق، بعد أن تمت إزالة الجسر الذي كان موجوداً سابقاً، لقضاء حوائجهم في شراء الألبسة أو الخضار أو الذهاب إلى أماكن أعمالهم أو سكنهم، لإتمام أعمالهم المترتبة في المؤسسات الخدمية، مثل الجمعيات الخيرية, العيادات الشاملة، بالإضافة لوجود رياض أطفال تخدم سكان المنطقتين، كما تحتوي على مجمع كبير من مدارس التعليم الأساسي والثانوي، والمعلوماتية وغيرها، ونذكر من مدارس منطقة مسبق الصنع “الروضة” مدرسة أم سلمة، يونس العبد الله، ام عطية، ١٦ تشرين، المعلوماتية، وأما مدارس حي الزهور والتي تقع في الجهة المقابلة للجسر المزال، فنذكر منها أيضاً مدرسة محمد أحمد غره تعليم أساسي، محمد مرعي، أسعد كادر.
روحي على كفي
في جولة “تشرين” في حي الزهور والروضة تحدث عدد من الأهالي، عن حالات وحوادث السير على متحلق الزاهرة وكيفية عبور الطريق، فكان اللقاء الأول مع أبو رفيق رجل ستيني ثقيل الهمة ومريض سكري، مشيراً إلى أنه يسكن في دف الشوك فيضطر يومياً لعبور الطريق المتحلق 3 -4 مرات يوميا ذهاباً وإياباً، بين منزله ومكان عمله في ميني ماركت في مسبق الصنع، “في الحقيقة أضع روحي على كفي دائما عند قطع الاتوتستراد”، في حين تبين أم رشيد وهي إمرأه تبلغ من العمر 58 عاماً، والتي تقطن في منطقة حي الزهور منذ حوالي 17 عاماً أن النقطة الواصلة بين مجمعي المدارس شهدت العديد من حوادث السير، وكانت تؤدي إلى الموت بسبب السرعة، وعدم وجود شرطي مرور ينظم سير المركبات، وبسبب خطورة قطع تلك النقطة الفاصلة بين المدارس وأماكن العمل ومساكن أهل المنطقة، ومنذ قرابة ال 45 يوماً دهست سيارة ابنة جيرانها، وهي تقطع مع ابنتيها الجسر، ما أودى بحياة ابنتها، وأدى إلى كسور عميقة ومتعددة لدى الأم، وأما الفتاة الصغيرة والتي تبلغ من العمر ٧ سنوات فما زالت على قيد الحياة.
وتتحدث الطالبة م.الشعار، وهي من طلاب مدارس منطقة حي الزهور وتبلغ من العمر 14 عاماً، وتسكن في الطرف الآخر من الجسر في منطقة الروضة، أنها تقطع المنطقة التي كان بها الجسر مرتين يوميا للالتحاق بمدرستها، وقد تعرضت صديقتها ج .ر منذ سنة تقريبا لحادث سير. لكن الله قدر ولطف فلم تمت، وإنما أصيبت بكسور ورضوض دامية جعلتها طريحة الفراش لمدة شهرين أو أكثر حتى تعافت.
من مختلف الأعمار
مختار حي الزهور موفق عباس رداً على تساؤل تشرين عن إحصائية لعدد وفيات حوادث السير/ الدهس/ على المتحلق في السنوات الثلاث الأخيرة، بين أن عدد وفيات حوادث السير بلغ 70 حالة دهس تقريباً، وبأعمار مختلفة تفاوتت ما بين كبار السن والنساء والأطفال، وخاصة طلاب المدارس، فبلغ عدد طلاب المدارس الذين تعرضوا لحوادث دهس 13، وقد قمنا بتوجيه 3 كتب للمحافظ السابق للسؤال حول إيجاد حل لعبور جسر الزاهرة، للتخفيف من حوادث السير للأهالي، حيث وجه بدوره كتباً للجهات المختصة والمعنية، ولم يتم تركيب جسر للمشاة.
وبسبب تعرض أهالي المنطقتين لحوادث سير متعددة يفترض من الجهات المعنية إيجاد حلول لتخفيف معاناة الأهالي، حيث الغالبية الكبرى التي تقطع الجسر هم من الطلبة، الذين يغامرون يومياً بعبور الأوتستراد للالتحاق بمدارسهم أو للعودة لمنازلهم، وقد يكون الحل من خلال فتح النفق الموجود بين منطقتي حي الزهور ومسبق الصنع والعمل على تجهيزه وإنارته وتنظيفه، وللحفاظ على السلامة الأمنية والأخلاقية والعامة يمكن وضع نقطة تفتيش، وكحل آخر استكمال وتعليق جسر المشاة الموجود والذي تنقصه الأعمدة، عند أقرب نقطة بين مجمعي المدارس، وكحل مؤقت وريثما يتم تدارك أحد الحلول “النفق أو جسر المشاة” يمكن وضع دورية مرورية تنظم السير ومرور المركبات، وخاصة في الفترة الصباحية للتقليل من احتمالية وقوع حوادث السير، والتي تجعل الكثير من الأهالي في حالة خوف وقلق دائمين على أبنائهم.
“تشرين” بدورها توجهت للجهات المعنية بهذا الأمر للوقوف على بعض الحلول، إلا أن التبريرات الخاصة ببعض الحلول لم تكن كافية ومقنعة، بسبب تداخل الموضوع بين عدة جهات معنية بالمعالجة، رغم الحاجة الماسة والضرورية جدا للإسراع في إيجاد الحل المناسب، لأن الخطر محدق ويتربص بشكل يومي بأرواح الأطفال أولاً والمصلحة العامة ثانياً.