اثنان وتسعون شاباً عربياً يكسرون الحصار على سورية ويشاركون في الملتقى العربي التضامني

تشرين- أيمن فلحوط:
دعا عبد الله عبد الحميد المشرف العام على الملتقى العربي التضامني، وأحد مؤسسي الحملة الشعبية العربية لكسر الحصار على سورية، وإنهاء العقوبات على سورية، أن يكون شعار الملتقى لهذه الدورة من قلب العروبة النابض دمشق.. إلغاء التأشيرات… فتح الحدود.. حرية التنقل.
وأضاف عبد الحميد خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم في قاعة رضا سعيد بحامعة دمشق: الأيام أثبتت أن هناك وحدة مسار ومصير بعيداً عن الشعارات السياسية، ولذلك كان الإصرار من هذا المنطلق أن يكون الملتقى تضامني عملي وفعلي ومالي، مع أن الأخوة في سورية عرضوا الاستضافة على الوفد، لكن الشباب العربي قالوا “رايحين نتضامن مش رايحين نتضيف”.

المشرف العام للملتقى يدعو  لإلغاء التأشيرات وفتح الحدود وحرية التنقل

وهذا يدل على إصرار الشباب العربي في القدوم إلى دمشق، بالرغم من ظروف التنقلات الصعبة بين المشرق والمغرب، والتي أدت لبعض الوفود لسلوك مسارات بعيدة لتصل إلى دمشق العروبة، فالوفد الفلسطيني على سبيل المثال أمضى يومين حتى تمكن من الوصول، والعراقي جاء إلى بيروت، والمصري يصل ليلاً اليوم، عدا الوفود الأخرى التي لم تتمكن من الوصول مباشرة لدمشق، نتيجة للحصار على سورية.
وبين المشرف العام على الملتقى أن مجموعة المقترحات التي طرحت خلال جلسة الحوار اليوم، والمتعلقة على سبيل المثال بموضوع تبادل أساتذة الجامعات كحالة من حالات كسر الحصار، والتعاون الزراعي ستتحقق من خلال رفع الحصار عن أنفسنا قبل سورية، لأننا معنيون بذلك في دولنا وعلينا السعي لتحقيق ذلك.

رفع العقوبات
ورحبت رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية دارين سليمان بالشباب العربي الذين تحملوا صعوبات الوصول إلى سورية للمشاركة في الملتقى مع الشباب العربي السوري والطلاب في الجامعات والمعاهد السورية، لتكون أصواتهم متضامنة في ملتقى واحد لكل الشباب العربي، وفي كل أنحاء الأقطار العربية، ليكون صوتاً واحداً ينادي برفع العقوبات عن سورية وكسر الحصار عنها.

رئيسة اتحاد الطلبة: كلنا ثقة بفاعلية الشباب العربي من خلال رؤاهم وأدائهم لرفع الحصار والعقوبات عن سورية

وأضافت سليمان: الملتقى هو للمناداة، ولضم صوت مع أصواتنا بضرورة رفع العقوبات القسرية عن سورية، والجميع تابع ما قام به الشباب السوري والطلبة السوريون، سواء في الداخل والخارج لمناشدة المجتمع الدولي لرفع العقوبات أحادية الجانب، وخاصة بعد الكارثة الإنسانية التي ألمت في بلدنا، وبالمحافظات المنكوبة، وكان أثرها الإنساني كبيراً، وعلى التوازي عرت السياسات الغربية والسياسة الأمريكية المعروفة تجاه بلدنا،  وتالياً كان لهذه العقوبات الأثر الكبير في موضوع الاستجابة للتخفيف من حدة أثر الزلزال، لذلك لا بد من توسيع دائرة التضامن، وتوسيع دائرة الدعم، فكيف إذا كان هذا التضامن والدعم من الأشقاء العرب، وخاصة من الطلبة، وبما يحمل الملتقى من رسائل متعددة لابد من أن ينقلها الشباب العربي إلى الدول العربية، ولابد من أن يكون هناك وضع آليات حقيقية وفاعلة قادرة على توحيد الجهود، كما لاحظنا خلال حادثة الزلزال وغيرها، أيضاً  في فترة الحرب على سورية كانت هناك جهود حقيقية من المنظمات والمجتمع الأهلي والاتحادات العربية، لكن لابد من توحيد هذه الجهود، وان تتكاتف أكثر خلال الفترة القادمة، فما نشهده من  كارثة إنسانية تضع الحكومات، سواء على المستوى العربي والمجتمع الغربي أمام مسؤولياتها، تجاه ما يحدث في سورية من حرب ظالمة، ومن عقوبات جائرة.
ونحن في سورية كلنا على ثقة بفاعلية الشباب العربي، سواء من خلال رؤاهم خلال ادائهم، أو من خلال التشبيك القادرين على تحقيقه، واللغة  التي سيخاطبون بها الشباب العربي الآخر في دولهم وفي مدنهم، وأيضاً من خلال ما يمثلوه سواء على المستوى الفردي، أو على مستوى المنظمات والمجتمعات والجمعيات الذين قدموا منها، لرفع الحصار والعقوبات عن سورية.

توحيد الصوت
بدوره رئيس اتحاد شبيبة الثورة سومر ظاهر بين أهمية توحيد الصوت والرؤية،, وأن يكون هناك مخرج حقيقي للمطالبة بتغيير السياسة المنتهجة على سورية لكسر الحصار ورفع العقوبات القسرية أحادية الجانب، من دول تدعي الإنسانية، وهي لا تمت بأي صلة إلى الإنسانية.

رئيس اتحاد شبيبة الثورة: نأمل من الشباب العربي  أن يمارسوا الضغط على الحكومات والدول المتخذة لهذه العقوبات لتغيير هذه السياسة

ونأمل من الشباب العربي أن يكون ما رأوه اليوم على أرض الواقع، وما تعانيه الدولة السورية من هذا الحصار الجائر، ومن هذه العقوبات القسرية وأحادية الجانب أن يمارسوا الضغط على الحكومات وعلى السياسات للدول المتخذة لهذه العقوبات لتغيير هذه السياسة.

وأشار ظاهر إلى نشاط اتحادي شبيبة الثورة والطلبة في طليعة المنظمات الشعبية بسرعة الاستجابة بتأمين المأوى ومساعدات الناس وحملات التبرع بالدم والمساعدة في تفريغ حملات الطائرات القادمة إلى المطارات، وغيرها من الأنشطة التوعوية والنفسية.
نحن معكم
وأعرب عدد من المشاركين في الملتقى عن الوقوف إلى جانب سورية، مطالبين برفع العقوبات الجائرة وكسر الحصار عنها، وهو ما أكدته الدكتورة سهاد زهران من فلسطين في حديثها لتشرين: نحن كفلسطينيين حضرنا رغم الحصار والقتل اليومي والظلم  الذي يحل على فلسطين، من الاحتلال الجائر والظالم، وحضرنا لسورية لنقول نحن معكم، ونحن نشعر بما تشعرون به، و سيعلوا صوتنا عالياً، ونقول كفى لهذا الحصار الظالم. ويجب إنهاء العقوبات فوراً.

المشاركون: سورية هي قلبنا ومهما قلنا لا نفيها حقها تجاه وقوفها مع العرب

أسير محرر
الأسير الغضنفر أيمن موسى أبو عطوان، وكما علمت تشرين أنه من أصغر الأسرى الذين أمضوا 75 يوماً في الإضراب عن الطعام قبل الإفراج عنه حرص على القدوم إلى سورية، والمشاركة مع الوفد الفلسطيني للتضامن مع سورية، وفي حديثه لتشرين يبين أهمية التضامن مع شعب سورية، والعمل على فك الحصار الجائر على سورية والضغط على جميع الحكومات للتحرك بالضغط على أمريكا لفك الحصار عن الشعب السوري، لتعود الحياة الطبيعية إلى سورية، وزيارتنا اليوم أقل واجب نعمله تجاه سورية التي كانت على الدوام مع القضية الفلسطينية، ونحن كشعب فلسطيني لنا الشرف أن نكون على هذه الأرض أرض الشهداء.

أول طبيب
الدكتور أحمد بو داوود الذي كان مع أول طائرة وقافلة مساعدات جزائرية تصل إلى سورية  أشار إلى المرجعية التاريخية التي تجمع البلدين، والتي تمتد جذورها عبر التاريخ، فسورية كانت أول من أرسل الأطباء أيام جيش التحرير الوطني الجزائري في مقارعته للغزاة الفرنسيين، وقدموا العديد من الشهداء ضمن صفوف جيش التحرير، وهم شهداء ثورة التحرير الوطني، وحين حصل الاستقلال لم تقف سورية عند هذا الحد، بعد أن خرجت الجزائر مستنزفة اجتماعياً نتيجة ما عانته من سياسة الطمس للهوية والتجهيل، فكانت أول طائرة  هبطت في مطار هواري بو مدين، وكان يسمى آنذاك مطار الجزائر، كانت طائرة سورية محملة ببعثة تعليمية من المعلمين، فبقيت الجزائر محتفظة بهذه اللمسة الجمالية لسورية. الحقيقة ما يجمعنا أكثر من التاريخ، يجمعنا الدم أيضاً، والروابط، فالأمير عبد القادر الجزائري هنا وبيته هنا وما زال، ويعتبر كشخصية عظيمة والإخوة السوريون أجلوه وأكرموا وفادته، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على رابطة الدم في العروبة، وعلى غيرة الشعب السوري على العروبة، وعلى إخوانهم العرب وتألمهم لآلامهم. فليس غريب أن تكون هذه العلاقة بين سورية وبين كل الدول العربية.
أضاف الدكتور بو داوود: بعدما شاهدت من مشاهد مؤلمة للزلزال في سورية، وللحرمان واستمرار الحصار عليها في هذه الظروف الإنسانية الصعبة لمن يكيلون بمكيالين في الإنسانية، وجب على العرب أن يتحدوا ويعودوا إلى سورية قلب العروبة النابض، لأن سورية حين استهدفت، فالعرب كلهم مستهدفون من ورائها، لأنهم يطبقون نظرية سنأكلكم فرداً فرداً، وعندما ينتهون من سورية سينتقلون إلى وطن آخر، لذلك على العرب كلهم أن يدركوا هذا الخطر، وأن يقفوا وقفة رجل واحد على قلب رجل واحد، لتعود سورية إلى موقعها الريادي في الأمة العربية.

سورية هي قلبنا
وأعرب جميل الخليدي من الوفد اليمني عن سعادته بزيارة سورية قلب العروبة النابض للوقوف والتضامن مع شعب سورية، فسورية هي قلبنا ومهما قلنا لا نفيها حقها تجاه وقوفها مع العرب، ونطالب اليوم برفع الحصار عن سورية وشعبها وكسر الحصار ورفع العقوبات، وهذا أقل ما يقال منا كشعب عربي يؤمن بقضايا أمته، وسنعمل جاهدين مع الإخوة العرب لرفع هذه المعاناة،  ونكون عوناً للشعب السوري، ونتمنى عودة سورية إلى ما كانت عليه قبل عام 2011
ونحن والشعب السوري شعب واحد جزء لا يتجزأ،  فلذلك ما يضر بسورية يضر بوطننا العربي جميعاً، وما ينفع سورية ينفع الوطن العربي جميعاً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار