النجارون يشكون وضعهم “المخلوَع” بسبب الكهرباء والضرائب
تشرين-آلاء عقدة:
يعاني النجّارون من متاعب عدة استمرت سنوات طويلة أدت بالعديد منهم للبحث عن حلول أخرى لتأمين لقمة العيش. فمنهم من ابتعد عن المهنة، ولجأ لممارسة أعمال أخرى، ومنهم من تخلى عنها وأغلق ورشاته نتيجة تأثره بالظروف الصعبة.
لقمة العيش
أبو أحمد يعمل في مهنة النجارة من ٣٠ عاماً أشار إلى أنه اضطر للعمل على سيارة أجرة لتأمين حاجات أسرته في ظل الغلاء، مبيناً أن أهم الأسباب التي جعلته يبتعد عن المهنة هي عدم توفر الكهرباء ،فساعة ونصف الساعة فترة قليلة جداً وإنجاز قطعة يحتاج إلى عمل مستمر ولساعات طويلة، مؤكداً أنه يحتاج مولدة طاقتها كبيرة لتشغيل الآليات وسعرها مرتفع بالإضافة لارتفاع سعر المازوت بشكل كبير ما يؤدي في المحصلة لمصاريف كبيرة إضافية.
ضرائب مرتفعة لا تتناسب مع ساعات العمل
بدوره، صاحب محل مفروشات وورشة في حي ٨ آذار بيّن أن المفروشات التي يقوم بتصنيعها متنوعة من خشب زان وهو نوع ثقيل والقطعة التي تصنع بها تكلفتها مرتفعة وقطع أخرى منخفضة الثمن من خشب الشوح والمعاكس وتكلفتها أقل بكثير، الضغوطات كبيرة والمشاكل كثيرة إلّا أنه مستمر في العمل ولديه مفروشات تناسب جميع الطبقات.
أسعار فلكية
أحد الشباب المقبلين على الزواج اشتكى من أسعار الأثاث المرتفعة جداً والفلكية حالياً وهي تختلف من معرض مفروشات لآخر، إلّا أنّ في اللاذقية محالَّ عديدة لديها أسعار مناسبة حيث تمكن من فرش منزله بأثاث بسيط بتكلفة أقل.. صحيح أنّ الخشب من النوع العادي وممكن ألّا يناسب أجواء الرطوبة العالية، وبعد فترة سيحتاج إلى تبديله نتيجة عطبه إلّا أنه ليس بمقدوره شراء أثاث بتكاليف مرتفعة مردفاً أنه اشترى كامل الخشبيات بأسعار جداً رخيصة، فغرفة النوم بسعر ١.٢ مليون ليرة وغرفة جلوس بمليون وغرفة سفرة بـ٨٠٠ ألف ليرة وطقم طاولات بـ٣٠٠ ألف.
فرق الأسعار
من جهته بيّن فهد عثماني رئيس جمعية النجارين لـ”تشرين” أن عدد الحرفيين في مجال النجارة حوالي ٧٥٠ حرفياً منهم ٣٥٠ مخصصين بمقاسم في المنطقة الصناعية استلموا مقاسمهم من عام ١٩٨٨ و٤٠٠ حرفي من دون مقاسم .
انقطاع التيار الكهربائي سبب أساسي لعزوفهم عن متابعة عملهم
وأوضح عثماني أن الحرفيين وخاصة النجارين يعانون من مشاكل عديدة فهم يعتمدون على الكهرباء بشكل كامل لإنجاز عملهم وهي غير متوفرة في محافظة اللاذقية وإن توفرت لا تتجاوز ساعة ونصف الساعة خلال ٢٤ ساعة وهي فترة قليلة جداً لينجز بها الحرفي ما لديه من عمل، بالإضافة لفرق الأسعار وارتفاعها بوتيرة سريعة، وبين ليلة وضحاها تشكل مشكلة كبيرة للحرفيين فبعد أن يتم الاتفاق على سعر لإنجاز قطعة أثاث يختلف سعر المواد الداخلة في القطعة من أخشاب وغيرها خلال فترة إنجاز القطعة ما يتسبب بمشاكل للنجارين.
كما أشار إلى ارتفاع ضريبة الدخل بشكل كبير والتي وصلت إلى عشرات الأضعاف، فمحل ضريبة دخله ٣٠ ألف ليرة أصبحت ٦ ملايين وهو ما يؤدي بالحرفي لإغلاق محله بالمحصلة نتيجة الضريبة المرتفعة والمجحفة بحقه، لافتاً إلى أن عدداً من الحرفيين ممن يعملون بطريقة مخالفة ضمن المدينة يتعرضون للملاحقة من دوريات الصحة والتموين فهم يطالبون محال النجارين بترخيص إداري أو يتم إغلاق المحل بسبب شكوى.
يومية العامل المرتفعة تشكل عبئاً على صاحب العمل
مضيفاً أنه تمت المطالبة بقطعة أرض من عام ٢٠٠٨ ونحن بانتظار تنفيذ الوعود من ذلك الوقت، بالإضافة للتكلفة المرتفعة لليد العاملة، فالحرفي كان يحصل على أسبوعية مقدارها ٢٠٠٠ ليرة الآن باليوم يحصل على ١٥٠٠٠ لذلك أصحاب المحال فضلوا العمل بأيديهم، وارتفاع أسعار المواد لتصل إلى الملايين فمثلاً متر خشب السويد كان سابقاً ٣٠٠ ألف، حالياً ٣ ملايين، الخشب الأميركي من مليونين إلى ٦ و٧ ملايين وهذا الارتفاع ينعكس بالمحصلة على المواطن، والتجار حالياً تستورد خشباً روسياً أو بلغارياً.
أما فيما يخص المنطقة الصناعية القديمة والتي يعمل بها جزء من الحرفيين فهي تعاني حسب عثمان أيضاً من أن الكهرباء فيها غير مخدمة والطرقات والخدمات الصحية غير جيدة، مبيناً أن تثبيت الأسعار في الفترة الحالية أمر صعب جداً، ونطالب بتخديم المنطقة الصناعية التي فيها حرفيون، وإعطاء الحرفيين أرضاً في المنطقة الصناعية بأسرع وقت لأن الحرفيين تعبوا من وضعهم الحالي.