15 مليون شخص مهددون بالفيضانات الجليدية
تشرين:
كشفت دراسة جديدة أنه مع ذوبان الجليد وتدفق كميات كبيرة من المياه إلى بحيرات مجاورة، يعيش أكثر من 15 مليون شخص في أنحاء العالم عرضة لخطر الانفجار المفاجئ الدامي للفيضانات الجليدية.
وبينت الدراسة التي نشرت في مجلة «اتصالات الطبيعة» أن أكثر من نصف أولئك الذين يعيشون في ظل الكارثة التي يطلق عليها انفجار فيضانات البحيرات الجليدية يتركزون فقط في أربع دول: الهند وباكستان وبيرو والصين.
وأوضحت المعدة الرئيسية للدراسة كارولين تايلور طالبة الدكتوراه في جامعة نيوكاسل في إنكلترا أن المناطق التي بها أكبر عدد من البحيرات الجليدية أو تلك التي يكون اتساعها الأسرع ليست هي بالضرورة الأكثر خطرا، بل يأتي الخطر من عدد الأشخاص المقيمين قرب هذه البحيرات وقدرتهم على مواجهة الفيضانات.
ولفتت تايلور إلى أن جبل «ميندينهول» الجليدي في ألاسكا يشهد انفجار فيضانات جليدية صغيرة سنويا فيما تصفه هيئة الطقس الوطنية بـ«حوض الانتحار» منذ 2011.
ويرى العلماء حتى الآن أنه لا يبدو أن تغير المناخ جعل هذه الفيضانات أكثر تواترا، ولكن مع تقلص الأنهار الجليدية بسبب ارتفاع درجة الحرارة، تزداد كمية المياه في البحيرات، ما يجعلها أكثر خطورة في تلك الوقائع النادرة التي تنفجر فيها السدود.
وأشار العلماء، إلى زيادة حجم البحيرات التي تشكلت نتيجة ذوبان جبال الجليد في العالم بسبب الاحترار بنسبة 50% في 30 عاما، وفق دراسة سابقة عام 2020 تستند إلى بيانات الأقمار الصناعية، لافتين إلى دراسة جديدة وجدت أن هناك أكثر من 150 انفجاراً للفيضانات الجليدية حدثت خلال التاريخ والعصور الحديثة.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
يشار إلى أنه وفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة عنها بمعدل 3 أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.