التحدث بالفصحى يزيد ويعزز معرفتنا بقواعد اللغة
تشرين- دينا عبد:
يتباهى العديد من الأهالي في المجتمعات العربية، بأن أبناءهم يتحدثون بلغات إضافية كالانكليزية والفرنسية، وهذا التباهي من حقهم، نظراً لأهمية تعلم لغات جديدة تفتح لأبنائهم آفاقاً مستقبلية وتزيد معرفتهم، لكن يجب ألّا يكون ذلك على حساب اللغة الأم، ونطقها بالطريقة الصحيحة أو التحدث باللغة الفصحى.
لذلك كان لزاماً على المجتمعات أن تسعى جاهدة إلى الحفاظ على اللغة الأم، لأنها تعدّ الوسيلة التي تتيح صون الثقافات والمعارف التقليدية ونشرها على نحو مستدام، وكما يشبه البعض اللغة (كالأم) لا يستطيع تغييرها أو تبديلها أو الاستغناء عنها، وإنما تحتاج إلى من يبرها ويحترمها ويقدرها ويعلي من شأنها في مصاف اللغات الأخرى لكونها هوية أكثر مما هي مجرد حروف وكلمات.
وبحسب مدرّسة اللغة العربية ضحى أحمد من الضروري أن يكون لدى الأهل القدرة على الموازنة بين الأصالة والمعاصرة، فاللغة العربية هي التي تستطيع أن تشكل مدلولات وثقافات للأجيال بشكل كبير فهي لغة ثرّة وتعد منهجية حياة، وعلينا أن نركّز عليها بشكل مضاعف من خلال المناهج التدريسية وبالنصوص التي تتعلق باللغة العربية ونطقها بشكل سليم ومن دون أخطاء، وأيضاً سلامة الكتابة وإعادة النظر في الطريقة التي تدرّس بها اللغة بعد ظهور الكثير من مشاكل النطق والكتابة لدى بعض الطلاب والتلاميذ، وخاصة في فترة تأسيسهم ودور المعلم في ذلك.
وأهم مهارة يجب أن يتعلمها الأبناء في أعمار صغيرة هي التحدث باللغة العربية الفصحى؛ فكل شخص يعيش على الأرض العربية ويتعلم ويدرس باللغة العربية عليه أن يربي أبناءه على مهارة التحدث باللغة العربية الفصحى، حتى يتصف حديثه بالقوة والقدرة على التأثير في المحافل الدولية، ومن يمتلك هذه المهارة لا بدّ أن يكون قد قطع أشواطاً كبيرة في طريق العلم والتميز العلمي، سواء في التحصيل الأكاديمي أو حتى في مضمار الخبرات الإعلامية، وفي مواقع اتخاذ القرار، حيث تصبح إجادة التحدث باللغة العربية الفصحى مطلباً ضرورياً .
وعلى سبيل المثال لا الحصر يتوجب اليوم في الجامعات على أعضاء هيئة التدريس أن يتقنوا التحدث باللغة العربية الفصحى، كشرط أساسي من شروط التعيين لمثل هذه الوظائف الحساسة و الدقيقة، ولاسيما أن من يمتلك هذه المهارة يشعر بالاعتزاز والثقة العالية بالنفس وخبرته في تطبيق قواعدها.
إضافة إلى ذلك فاللغة العربية مطلوبة حتى في أوقات التقدم لمسابقات التوظيف أو للمشاركة في تقديم محاضرة معينة وغير ذلك.