هل بدأ جو بايدن حملته الانتخابية 2024 من كييف؟
سؤال طرحته صحيفة «اندبندنت» البريطانية ضمن تقرير لها اليوم يتناول هدفاً جانبياً لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أوكرانيا أمس، وهو هدف وإن كان جانبياً إلّا أنه مهم جداً لبايدن وحزبه الديمقراطي، باعتبار أن السباق الرئاسي لعام 2024 بدأ مبكراً على يد الخصوم الجمهوريين، أولاً من قبل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ثم نيكي هايلي السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة 2017-2018 وقبلها شغلت منصب الحاكم لولاية ساوث كارولينا 2011-2017.. وبايدن وإن كان لم يعلن ترشحه بعد إلّا أن جميع المؤشرات تؤكد أنه سيفعل ذلك قريباً.
وفي التقرير تقول الصحيفة البريطانية: أي زيارة رئاسية لابدّ من أنها توجه العديد من الرسائل مرة واحدة، والرئيس جو بايدن أشار إلى أن ذهابه إلى كييف إنما هو رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفادها بأن الغرب متمسك بالوحدة بعد 12 شهراً على العملية الروسية في أوكرانيا.
وكان بايدن وعد خلال زيارته كييف بإرسال المزيد من الأسلحة والمساعدات، وتمنى أن تكون في زيارته طمأنة للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عنه.
ولكن البيت الأبيض لن يعترف أبداً، حسب التقرير، بأن بايدن أراد أن يخاطب جمهوراً أوسع وأكثر أهمية بهذه الزيارة، وهم الناخبون الأمريكيون الذين سيصوتون في انتخابات 2024، وإذا كان بايدن لم يعلن حتى الآن عن خوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإنه بات من شبه المؤكد أنه سيترشح لفترة ثانية.
وبواجه بايدن العديد من التحديات لضمان البقاء في السلطة، إذ إن شعبيته لا تزال دون نسبة 50 في المئة، وهناك العديد من الجمهوريين الذين يريدون هزيمته، ليكون من بين الرؤساء الأمريكيين الذين حكموا فترة واحدة فقط، مثل جيمي كارتر وجورج بوش.
وهناك عائق أكبر وهو السن.. فعلى الرغم من تأكيده على أنه بصحة جيدة وقادر على أداء مهمته، فهو يبلغ الآن من العمر 80 عاماً، وتظهر عليه علامات الشيخوخة في كل خطوة يخطوها، ولو فاز بفترة ثانية، فإنه سيغادر البيت الأبيض وعمره 86 عاماً.
ولابدّ من أن ظهوره في ساحة الحرب في كييف سيخدمه إعلامياً أمام منافسيه خصومه ترامب وهايلي، أو غيرهم من مرشحين محتملين.
ويذكر التقرير أن بايدن ليس أول رئيس أمريكي يزور منطقة حرب من أجل كسب أصوات الناخبين، فقد فعلها 12 رئيساً قبله، بداية من أبراهام لينكولن في الحرب الأهلية، مروراً بمن زاروا العراق وأفغانستان، مثل جورج بوش الذي أخذ صورة مع القوات الأمريكية هناك معلناً جملته الشهيرة «انتهت المهمة».