صحيفة «عُمان»: صمود سورية دليل واضح على قوتها وتماسكها
تشرين:
قالت صحيفة «عُمان» العُمانية في مقال لها اليوم تحت عنوان «عن صمود سورية في وجه المؤامرات الكونية»: اليوم ونتيجة لكل ما حدث لا تتورع «إسرائيل»، المستفيد الوحيد مما حدث ويحدث في سورية، عن قصف أحياء سكنية وسط العاصمة دمشق بالصواريخ لتفاقم المأساة السورية، في وقت لا تنقل فيه وكالات الأنباء أي بيانات إدانة بحق الاعتداءات الإسرائيلية التي تنتهك سيادة دولة عربية، ولو على سبيل المجاملة الدبلوماسية.
وتحدثت الصحيفة عن صمود سورية في وجه المؤامرات الكونية متسائلة: هل يتحمل العرب جزءاً مما حدث ويحدث في سورية؟ مؤكدة أنه رغم أن هذا السؤال كان أوانه قبل عقد من الزمن عندما تخلّت الكثير من الدول العربية عن سورية وتركتها تواجه مصيرها وحدها في وجه منظمات وحركات عالمية وجماعات إرهابية تدعمها قوى عظمى بأموال عربية في الغالب، هدفها إضعاف الدولة السورية وتشظيتها وتفتيتها من الداخل في سياق مسلسل تفكيك العالم العربي الذي بدأ عملياً في عام 2003 بالاحتلال الأمريكي للعراق.
وأكدت الصحيفة العُمانية أنه بدل أن تقف الدول العربية والجامعة العربية صفاً واحداً لدعم سورية والدفاع عن وحدة أراضيها صوتت الكثير منها على تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية، كأن سورية تستمد عروبتها من عضويتها في الجامعة العربية لا من ترابها العربي وتأريخها وجذورها العربية الضاربة في الأعماق.
واليوم، حسب الصحيفة، فإنه نتيجة لكل ما حدث لا تتورع «إسرائيل»، المستفيد الوحيد مما حدث ويحدث في سورية، عن قصف أحياء سكنية وسط العاصمة دمشق بالصواريخ لتفاقم المأساة السورية، في وقت لا تنقل فيه وكالات الأنباء أي بيانات إدانة بحق الاعتداءات الإسرائيلية التي تنتهك سيادة دولة عربية، ولو على سبيل المجاملة الدبلوماسية، مشيرة إلى أنه إذا كان العقد الماضي من الزمن العربي الملتبس قد شهد الكثير من العجائب تحت مسمى «الربيع العربي»، وفي سياقه فإن الصورة أصبحت اليوم أكثر وضوحاً سواء للقيادات السياسية في العالم العربي أو حتى للجماهير العربية التي اعتقدت أن أحداث ما سمي «الربيع العربي» فيها خلاص لتحديات الأمة العربية وقفز آمن فوق حالة الانسداد الحضاري التي عاشتها الأمة لعقود طويلة.
ونوهت الصحيفة بأن صمود الدولة السورية في وجه كل التحديات الكونية والمؤامرات التي حيكت حولها طوال العقد الماضي دليل واضح على قوة الدولة وتماسكها الداخلي ووضوح الرؤية لدى مؤسساتها التي بقيت مخلصة للأرض والتاريخ والإنسان الذي تمسك بأرضه ووطنه، مشيرة إلى أن الوقت حان لعودة العرب إلى سورية، والمساهمة في استقرارها وإعمارها، فقوة سورية واستقرارها قوة للأمة العربية.
وأشارت الصحيفة إلى موقف سلطنة عُمان الذي كان أنموذجاً من بين النماذج التي تستحق أن تتبناها الدول العربية في علاقتها بسورية والتي رفضت التصويت على قرار تعليق عضوية سورية، لكن هذا القرار ليس أهم ما قامت به سلطنة عُمان طوال العقد الماضي، ومنطلق كل ذلك عائد إلى مبادئ عُمان تجاه الدول العربية جمعاء، وبقيت سفارة سلطنة عمان مفتوحة في دمشق طوال السنوات الماضية وبقي علمها يرفرف دليلاً على التضامن العماني مع سورية في كل المحن التي مرت فيها.. وهذا التضامن ما زال مستمراً مع سورية ومع غيرها من الدول العربية التي لا تملك أي منظمة- حتى لو كانت الجامعة العربية- أن تنزع عنها عروبتها وتجردها من تاريخها العربي المشرف.
وختمت الصحيفة بالقول: الآن يتضح جلياً أن أكبر ما في الأزمة في سورية وفي التحديات التي مرت فيها، والذي جعل (إسرائيل) تتجرأ عليها، هو «العقوق» العربي الذي آن له أن ينتهي ويتداعى أمام صمود سورية ووضوح المؤامرات التي تحاك ضدها.