«تجّار الزلزال» يرفعون الأسعار في اللاذقية ويعمّقون جراح المتضررين
تشرين – صفاء إسماعيل:
بينما لاتزال محافظة اللاذقية تلملم جراح منكوبي الزلزال، وترفع غبار الأنقاض عن منازل لاتزال أصوات الفاجعة تتردد فيها، كان إيقاع الأسعار يغرّد بعيداً عن وجع المتضررين، وعن نكبة الفقد والنزوح والحاجة إلى مأوى.
بين ليلة وضحاها، حلّقت الأسعار في اللاذقية، ابتداء من المواد الغذائية والسلع كلها، وانتهاء بأسعار إيجارات المنازل التي باتت تبدأ بـ200 ألف في حي شعبي ومنزل صغير (غرفة وصالون).
إحدى المتضررات من الزلزال، التي كانت تسكن في حي الرميلة بمدينة جبلة، قالت لـ«تشرين»: تصدّع منزلي وانهار جزء منه بفعل الزلزال، واستطعنا الهرب منه أنا وزوجي والأولاد في آخر لحظة، لنتوجه إلى منزل أهل زوجي في ريف جبلة، فمنزلنا لم يعد صالحاً للسكن.
وأضافت: منذ نحو أسبوع ونحن نبحث عن منزل للإيجار، لكن من دون جدوى، فالتجار استغلوا وقوع الزلزال وتشرد الآلاف ممن انهارت منازلهم أو تصدعت، ورفعوا الإيجارات، فقد بات إيجار بيت مكون من غرفة وصالون في حي متطرف عن جبلة 200 ألف ليصل إلى 400 وسط المدينة.
بدوره، قال متضرر آخر انهار منزله بسبب الزلزال: ذهب كل ما نملك تحت الأنقاض، ونجلس اليوم في مركز الإيواء إلى حين تأمين مساكن لنا، مضيفاً: لا ندري كم سنبقى هنا، لكن ليس بيدنا حيلة سوى الانتظار لعدم توفر البديل، وعدم وجود إمكانيات للاستئجار أو الجلوس عند الأقارب لأن الوضع المعيشي صعب على الجميع.
وعلى وقع غلاء الإيجارات، كانت أسعار جميع المواد الغذائية تتناسب طرداً بالارتفاع غير المبرر، ففي جولة لـ«تشرين» على عدد من أسواق مدينة اللاذقية، يباع كيلو البطاطا بين 2000-2300 ليرة والبندورة بين 2500-2700، والبصل بين 12500-15000، والخيار بين 3000-3400 ليرة، والسكر 7200، والرز بين 8500-15000 حسب النوع، والبرغل 6500، والعدس الأسود بين 13000-15000، والعدس المجروش 10500.
كما يباع كيلو اللبن بين 3800-4000 ليرة، والبيضة 1000، والزيت النباتي 22000، والشاي عبوة «ظروف» وزن 50 غراماً 4500، والمحارم 10000ليرة.
وقال أحد أهالي مدينة اللاذقية، ممن لم يتضرروا من الزلزال: يتاجرون حتى في نكبتنا ووجعنا، فبين ليلة وضحاها ارتفعت الأسعار ضعفين من دون مبرر سوى المتاجرة بحادثة الزلزال، مشيراً إلى ارتفاع أسعار الخضار والسلع الغذائية والمنظفات وغيرها من المواد، متسائلاً عن السبب في ارتفاع جميع الأسعار من دون استثناء فور وقوع الزلزال.
بدوره، طالب مواطن آخر بتفعيل الرقابة التموينية على الأسواق لضبط الأسعار التي تشهد فلتاناً كبيراً من دون رقيب أو حسيب، مشيراً إلى تضرر الآلاف الذين خسروا منازلهم، وكل ما يملكون، ولم يعد بمقدورهم مواجهة تكاليف الحياة.
وفي مقارنة لافتة، أشار آخر إلى الاختلاف في معادن الأشخاص، مشيداً بأشخاص فتحوا منازلهم لاستضافة المتضررين، وآخرين اقتسموا مؤونة البيت وملابسهم معهم، وكان القلب على القلب واللهفة بلسم الجراح النازفة.
بدوره، أكد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك المهندس أحمد زاهر لـ«تشرين» أنه تم تنظيم 32 ضبطاً تموينياً بحق أشخاص استغلوا الظروف الحالية ورفعوا الأسعار، مدللاً بضبوط لمخالفة البيع بسعر زائد، وعدم الإعلان عن الأسعار، كذلك عدم حيازة فواتير.
وأكد زاهر أنه تم إعطاء أصحاب المحال مهلة، انتهت صباح اليوم، لإفراغها من المواد سريعة العطب تمهيداً لإغلاقها، مبيناً أن المديرية جاهزة للتجاوب مع أي شكوى تردها وإغلاق أي محل تثبت مخالفته واستغلال الظروف الحالية.