حالة إنسانية تبدأ من الأهل.. تعليم الطفل العطاء في أوقات الكوارث
تشرين- دينا عبد:
العطاء من المهارات المهمة التي تظهر عند الطفل منذ مرحلة مبكرة، ويلعب الوالدان دوراً أساسياً في تربية أطفالهم وتدريبهم عليها منذ طفولتهم، إذ إن قدرة الطفل على العطاء تبعث لديه شعوراً بالسعادة.
د. إيمان نصور كلية التربية جامعة دمشق بيّنت أن الدراسات تشير إلى أن حسّ العطاء والكرم لدى الطفل يبدأ من عمر السنة ما يعنى أنه بعمر السنة يكون كريماً، لأنه يفهم ردّ الفعل الإيجابي وسعادتك لقبوله مشاركة طعامه معك.
وعلى الرغم من أن الظروف المعيشية الراهنة تدفع الكثير من الأسر بالتركيز على تربية طفل يتقن الادخار وعدم التبذير؛ إلّا أنّ للأسرة دوراً كبيراً في تعليم طفلهم وتنشئته على حبّ عمل الخير والعطاء في المجالات الإنسانية كافة، وخاصة في الأزمات والكوارث البيئية.
حيث يمكن تعليم الطفل العطاء والكرم بوصفه قيمة اجتماعية سامية، ويمكننا تعليمه العطاء عن طريق تقديم بعض النصائح عن الكرم والسخاء بقوة مثل قراءة قصة له عن العطاء والمشاركة فالقراءة الوسيلة الأكثر تأثيراً في الأطفال، ونشرح له بوضوح معاني كلمات مثل: العطاء والكرم، والشكر، حتى نتمكن من تدريبه على تلك المعاني المجردة.
كما يجب أن أكون قدوة له فلا يمكن أن نطلب من الطفل أن يكون كريماً ومعطاءً ما لم يكن أهله قدوة له ويجب تنفيذ هذه الأمور قبله وأمامه؛ لذلك يجب علينا كل فترة أن نجرد مالاً نحتاجه في بيوتنا ونقدمه إلى الجمعيات الخيرية، ونطلب من الطفل مساعدتنا في تلك المهمة، من دون انتظار المناسبات وأعياد الميلاد.
إضافة لذلك يجب أن أقدم شرحاً له لماذا تتبرّع بأشيائك؟ وعن المحتاجين لتلك الأشياء؟
ويجب أن تخبر الطفل عن الأطفال المحتاجين وعن أوضاعهم وظروفهم الصعبة لينمو بداخله شعور التعاطف والإحسان للآخرين، فمن الضروري تعليمه لمن يعطي أشياءه ومساعدته على فرز أغراضه التي لم يعد بحاجة إليها، ونساعده في التعرف على المؤسسات الخيرية واصطحابه ليتبرّع بها، ليشعر بأنه قادر على الإنجاز وحده. ويمكن تخصيص صندوق للتبرعات من مصروفه اليومي للآخرين.
في النهاية لا يمكن إغفال أهمية الحوار البنّاء مع الطفل عن أهمية العطاء والكرم لغرس قيمة وواجب اجتماعي يحل الكثير من المشكلات.