تشخيص أكاديمي هادئ لوقائع ما بعد الزلزال.. حقائق هندسية وإنشائية على ألسنة أساتذة جامعيين

تشرين – آية محمد:
لا تقلّ استجابة الجامعات السورية، للتخفيف من آثار الزلزال الذي ضرب البلاد، عن استجابة كل المؤسسات كما حال المواطنين والمجتمع الأهلي، إلّا أن مبادرات الجامعات السورية كانت في اتجاهات متخصصة وفق الاختصاصات العلمية، وخاصة طلاب الكليات الهندسية ولاسيما المدنية ومعاهد رصد الزلازل، وكان لكلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق بصمة مهمة على مستوى السبر والمعاينة الفنية – الإنشائية للأبنية.

 شكّلت كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق لجاناً لثلاث محافظات حماة واللاذقية وحلب من طلاب الدراسات العليا لمعاينة الأبنية والإشراف عليها

استجابة

يبيّن الدكتور مازن إبراهيم النائب العلمي في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق، أن الكليّة شكّلت على الفور لجاناً لثلاث محافظات هي حماة واللاذقية وحلب، من طلاب الدراسات العليا، لمعاينة الأبنية والإشراف عليها، وتم الاتفاق مع الطلاب على تشكيل مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي لإرسال الصور والفيديوهات بمساعدة عمداء الكليات بكل محافظة من المحافظات المنكوبة وعرض الصور والفيديوهات على أساتذتنا المشرفين بالكلية وتوجيه الطلاب إلى ما يحتاجه كل بناء من الأبنية، لكن هناك حالات لا يمكن إلّا بالمعاينة الشخصية منهم، وبدأ معهد الزلازل بتنسيق مع المحافظة والنقابات.
ويضيف الدكتور إبراهيم في حديثه لـ«تشرين»: تم التنسيق مع المحافظة والنقابات وإعطاء تقييم واستمارة بيانات مع طلاب الدراسات العليا وإعطاء صور وفيديوهات أكثر دقة من الجولة الأولى.
عوامل
ويجيب النائب العلمي على سؤال «تشرين» هل الأضرار كانت ناجمة عن سوء تنفيذ أم كانت نتيجة قوة الزلزال، بأن العوامل كثيرة، العامل الأكبر هو بعد مركز الزلزال عن المنطقة فكلما ابتعد قلّت شدته، وخفّت قوته، فهي عامل مسبب والمخالفات موجودة في أي مكان وليس فقط في سورية وإنما تركيا أيضاً.

حتى في الدول المتقدمة تنهار المباني.. في اليابان على سبيل المثال كانت الزلازل مدمرة

من جانبه الدكتور محمد الجلالي نائب رئيس جامعة اليرموك الخاصة ووزير الاتصالات الأسبق، يلفت لـ«تشرين» إلى أنه حتى في الدول المتقدمة تنهار المباني، في اليابان على سبيل المثال كانت الزلازل مدمرة، وغيرها بسبب قوة الزلازل، فهناك مبانٍ قديمة جداً عمرها طويل، ومبان حجرية في حلب لا تقاوم عوامل الطبيعة كالهزات والزلازل.
أما الدكتور طلال الشهابي، الأستاذ المساعد بقسم الإدارة الهندسية في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق، فيرى في تصريحه لـ«تشرين» أن سوء التنفيذ هو عامل مسبب مع أي ظاهرة طبيعية أو غير طبيعية، أي سبب فوري للانهيار لكن ليس كل بناء انهار يعني أنه بسبب سوء التنفيذ، لأن موضوع الزلازل موضوع معقد وله خصائص عديدة وله جملة من الأشياء، هناك زلازل شديدة، دور الاهتزاز له عالي العمق وطبيعة التربة ومدى الانتشار فكلها سبب لسقوط البناء.

ليس كل بناء انهار يعني أنه بسبب سوء التنفيذ لأن موضوع الزلازل موضوع معقد وله خصائص عديدة

بدوره بيّن الدكتور ربيع الصفدي أستاذ الهندسة الإنشائية لـ«تشرين» أن الزلزال ضرب في تركيا بكهرمان مرعش بقوة ٧.٨، هناك كانت البؤرة فعند وصوله إلى سورية خمدت وخفت الاهتزازات فوصلت غير مدمرة حتى لو كانت أبنية مشيدة بطريقة سليمة، كما تحدث الدكتور محمد عن أن الأبنية في حلب حجرية غير مقاومة نهائياً وفي ريف اللاذقية أبنية على أعمدة فقط وغير مصممة لدرء الزلازل فهذا ليس من سوء تنفيذ أبداً.
عامل الزمن
وفي جواب عن سؤال حول الوقت اللازم ليتم الكشف على كل المناطق المنكوبة، لفت النائب العلمي لكلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق، إلى أننا نحتاج من شهرين إلى ثلاثة أشهر وسطياً، ونقسم عدد الحالات على عدد الأبنية، وكذلك هناك مبادرة جديدة مع الأساتذة من رئيس الجامعة حول هذا الموضوع، مع التنسيق مع معاهد رصد الزلازل.
أما الدكتور طلال الشهابي فبين أنه لدينا قطاعات كثيرة ولكل قطاع اختصاصيون ومهندسون ذوو خبرة وهناك تشققات غير إنشائية تتعلق بالإكساء نقوم بالتنسيق والاستمارات موجودة، كما نقوم بتجميع البيانات وهناك أولويات لحالات الأبنية المتضررة.
وكذلك العواطف الجياشة التي يتمتع بها شعبنا وهذا شيء إيجابي بالنسبة لما نعيشه، لكن هذه العملية تحتاج إلى خبراء مختصين ومستشارين معنيين بهذا الموضوع بالتدعيم والترميم وبهدوء للقيام بالعمل لأن أحياناً بالحماس نخرّب أكثر من الإصلاح، فيجب أن ننظم المتطوعين بطريقة صحيحة ويتم توظيفهم بطريقة إيجابية ويمكن الاستفادة من مختصين من الشركات الخاصة من الدول الشقيقة كلبنان والجزائر ومصر، كما يعرف تاريخياً أن مصر عريقة جداً بجامعاتها في مجال الهندسة الإنشائية.
نصائح

بقي أن نسأل عن النصائح الممكنة للبلديات والمحافظات بخصوص الأبنية الجديدة، هنا يجمع الأساتذة الأربعة على أنه يتم بناء أبنية مقاومة للزلازل ومتينة لأننا معرضون لزلازل بأي وقت، لكن الوضع مستقر حالياً، لكن هذه الأبنية مكلفة جداً وربما تكون السلامة أهم، وأن أي تشققات موجودة بالأعمدة فهذه تشكل خطراً، ولذلك يجب الهدم فوراً والأعمدة المتصدعة من الأعلى والأسفل أيضاً والإخلاء والهدم فوراً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية