الوجه الحقيقي الناصع للحب.. تعلّموا مما يحدث في الكارثة السورية التي هزّت القلوب
تشرين- لمى بدران:
منذ السادس من شباط الحالي أصبح في هذا الكون معادلة جديدة للحب معطياتها موجعة نعم… لكن الحب مفطور على الألم والمعاناة وكلما اشتدّ ألمه يرتفع أفقه وتزداد أواصره ما بالكم لو وصلنا به حد الكارثة؟
مشاهد الحب كثيرة وأعظمها ما نشاهده أثناء كارثتنا الحالية ولا أدري من أين أبدأ!!! هل أذكر لكم العروسين اللذين انتُشلا من تحت الركام وهم متعانقان، حيث فارقا الحياة معاً بكل حب أم أذكر لكم كمية اللهفة في أصوات المغيثين الذين ينادون الضحايا تحت الأنقاض
أم عن بيوت الدفء التي فتحها الكثير من الناس للناس للمتضررين برحابة وكرم وماذا عن كيس الرز الذي أعطاه أحد عناصر الجيش العربي السوري لقافلة مساعدات متجهة نحو مراكز الإيواء قائلاً: هذا كل ما أملك أو ما أستطيع تقديمه ماذا نقول عنه؟ ولو وصلنا إلى الجدّة الأصيلة الشيخة أم زياد التي عَرفت أن هناك من يجمع التبرعات في القرية وذهبت مسرعة إليهم لتقدّم راتبها التقاعدي والذي هو كل ما تملك قائلة: “خدوا يا ستي اعطوهن للمحتاجين بحلب واللادقية وحماة هدول ولادنا…”
والأمثلة كثيرة ولا تنتهي لكن اللافت فيها أنها مليئة بالحب رغم بساطتها ومحدوديتها فهم محتاجون يقدمون لمن هم أكثر احتياجاً.
إن العطاء بلا حدود ولا قيود ومن دون مقابل هو تضحية وهو أعلى درجات الحب.. لذلك الحب هو عدد المتطوعين الكبير الذين يعملون كخلايا النحل دون كلل أو ملل وهو المبادرات المتتابعة والكثيرة التي لا تهدأ وهو التكاتف والنشاط الاجتماعي الذي لم نشهده منذ ١٢ عاماً.. الحب في سورية أصبح كارثة توقظ العطاء والأمل واللهفة
كما أن الحب مغامرة نُجابه فيه مخاطر كبيرة حتى لو كانت عقوبات دولية كقانون قيصر .. لذلك إن الحب هو الجزائر الحبيبة التي كانت أول الواصلين إلى سورية للإنقاذ بكل شجاعة غير آبهة بالعقوبات والعراق الشقيق الذي يعيننا ويساعدنا في هذه المحنة الحب هو لبنان والأردن ومصر والإمارات وعمان وليبيا وكل الدول العربية التي وقفت معنا قلباً وقالباً وهو أيضاً الدول الصديقة التي لا تدّعي الإنسانية بل تمارسها كروسيا والصين وإيران والهند وبيلاورسيا وأرمينينا وفنزويلا وغيرهم …
أستطيع أن أقول لكل العالم وبكل ثقة أن الحب ولد من جديد في سورية بعد أن جفّت أوراقه وأرهقته الحروب..رغم الفقد رغم الوجع ورغم الكارثة ويا ليتنا نغيّر تاريخه ليصبح ٦شباط وليس ١٤ شباط لأنّه وكما يقول المثل “ربّ ضارة نافعة” ومن المؤكد أن الواجب الإنساني والاجتماعي يفرض هذا التعاضد والتكاتف بشكل فطري وطبيعي لكن التفاصيل التي نراها في الأحداث اليومية فعلاً مليئة بالإنسانية والحب الكبير أخيراً الرحمة لضحايا الزلزال القاسي والشفاء العاجل للمصابين والصبر والقوة للمتضررين وكل الحب لحبيبتنا الأزلية سورية.