الثقافة الإنسانية
رباط الإخوة والمواطنة والإنسانية في بلدنا الحبيب سورية تجلى بأصدق صورة وأقوى التزام من الجميع عندما سارعوا بتقديم يد العون والمساعدة بأشكالها ووجوهها المتعددة التي لا تخلو من دفء وحرارة العطف والحنان وجميل المواساة في هذه الظروف التي تمر علينا جميعاً، وأيضاً مشاهد الولاء والغيرة الوطنية للوطن الأم سورية ولترابها المقدس من مواطنيها في بلاد الغربة والمهجر وهم يتسارعون بالتبرعات المادية والمعنوية لمساعدة إخوتهم في المدن السورية المنكوبة بالزلزال المشؤوم، نعم إنهم أبناء سورية الأبية التي ما خاب ظنها بأبنائها أبدا، فهم عند الشدائد رجال أقوياء وعند الرهانات رهاناتهم وطنية بامتياز لأن الوطن ونصرته خط أحمر تنتفي على حدوده الأنانية وحب الذات والمصالح، فالدم الوطني السوري لا يمكن أن يتحول إلى ماء لأن منابع تاريخنا وعزتنا واحدة وأيضاً المصاب واحد والألم واحد وتعاضدنا وتعاوننا هو ما هوَّن علينا التبعات وخفف عنا الآلام وأشعرنا أننا أبناء وطن واحد وإخوة في الدم والروح، فكل الشكر لكل من ساهم في دعم مدننا السورية المنكوبة وأهلنا المتضررين فيها من الخارج؛ الدول الأحرار العربية منها والأجنبية، ولتلك الأيادي البيضاء والنفوس الرضية في الداخل التي تجعل من فعل الخير ومساعدة من يحتاج ثقافة إنسانية حاضرة ومتداولة في مجتمعنا بكل صدق وقناعة راسخة ولها روادها وداعموها من جميع فئات وشرائح المجتمع لتكون دائرة الأمان أوسع ونطاق المساعدة أعم وأشمل، وتحمل في طياتها الأمل بالصبر لمن فقدنا والشفاء للمصابين.