هنا سورية..!!
على مدى أعوام الحرب وسورية حاضرة في قلوب كل الناس تروي حكاية وجعهم، تروي كلمات أملهم وألمهم، لتتوج تلك الحكايات بزلزال زاد من معاناة الشعب فامتلأت الجدران بالنعوات وبدأ نحيب القهر على أحبة لم يعد صدى ضحكاتهم يملأ المكان.
مابقي ورغم الحرب والفقر أن أبناء سورية أبناء الوطن عادوا ليعزفوا سيمفونية حب جميلة عنوانها “العشق لكل حبة من تراب سورية” وليعلنوا من كل شبر من الأرض أن هنا سورية.
لم يكن لدينا شك أبداً بأن الرهان الأكبر كان على عاتق أهل البلد، وأن محنة الزلزال تمخض عنها إعجاز سوري، تمثل بصمود شعب وإرادة لا تلين وتكاتف قل نظيره.
بالتأكيد المرحلة التي تعيشها البلاد صعبة وهي حافز لنا جميعا للعمل الجاد نحو البناء والترميم، لا نحو التخاذل واليأس، فالوطن نحتاجه كما يحتاجنا، والمواطن الذي تعب وصمد وصبر ورسم اسم سورية في قلب الشمس يحتاج كل جهد مسؤول، وخطط عمل وتنفيذ وسرعة لإيجاد الحلول والبدائل.
اليوم بعض مناطقنا منكوبة، وبعض من يدعون الإنسانية استقالوا من ضمائرهم ولم يمدوا يد العون لشعب عانى منذ سنوات من ويلات الحرب والحصار، ولكن بالمقابل العديد من الدول بلسمت الجروح وكانت برداً وسلاماً لكل محتاج فمن القلب شكراً للسواعد التي أزهرت وأينعت فحصدت وحصدنا معها الحب والعرفان.
في كل ساعة من قصص الزلزال حكاية وعبرة وبطولات سطرها هذا الشعب المنهك أصلاً من عقوبات فرضت عليه، ولكن بفضل سواعد الناس البسطاء سجل التاريخ من جديد أن هذا الشعب هو الأسطورة وهو أصل الحكاية، وأن الوطن هو الوعد والعهد وسيبقى عنوان التجدد والولادة.
الشعب أعلن ومنذ الدقيقة الأولى أن المصاب مصاب كل سوري سواء بالتبرعات أو عمليات الإنقاذ، والحكومة أعلنت أنها لن تدخر جهداً لإعادة التأهيل والمساهمة في الإصلاح، ولكن الخسائر كبيرة والأضرار فادحة، ومن حق السوري أن يرى العالم إلى جانبه رغم أن السند الأكبر هو أبناء الوطن وقد أعلنوها من داخل سورية وفي المغتربات ” هنا سورية”.