نصائح من طبيب نفسي للمتضررين من الزلزال.. ليس كلُّ الناجين مرضى نفسيين
تشرين- نور قاسم:
بيّن الأستاذ في جامعة دمشق الطبيب النفسي الدكتور يوسف لطيفة لـ”تشرين” أن ليس كل متضرر الزلزال أصبح مريضاً نفسياً ويحتاج إلى معالج متخصص في علم النفس، فالأمر متفاوت من شخص إلى آخر، والأهم تأمين الدعم النفسي الأولي للمتضررين بتقديم الاحتياجات الفيزيولوجية والأساسية كالطعام والغذاء والمكان الآمن، وكافة المستلزمات الصحية والأساسية من الإسعاف النفسي الأولي من خلال المؤسسات والجمعيات، إضافةً إلى توفير مكان آمن يشعرون فيه بالأمان وترسيخ الإحساس لديهم بأن كثراً يقفون بجانبهم ويفعلون أقصى ما يمكن لمساعدتهم.
وأشار لطيفة إلى أنه على المتضررين تقبُّل الواقع شريطة عدم تقصير الآخرين تجاههم وتقديم كل ما يلزم لهم، والسماح لهم بالتفريغ والتعبير عن معاناتهم سواء بالبكاء أو الغضب على ألّا يتعدى الأمر إلى محاولة الانتحار أو اللجوء إلى المخدرات والمشروبات الكحولية.
وبيّن لطيفة أنه عند التفريغ والبكاء من المتأزم نفسياً من غير الصحيح البكاء معه، وإنما يجب إظهار التعاطف الصادق له، ويجب أن يشعر بأن الذي بجانبه قوي ويبث للمفجوع مشاعر الاطمئنان والتفاؤل بأن الغد أفضل.
وأوضح د. يوسف لطيفة أن الحالة تتحول إلى مرض نفسي عندما لا يستطيع الشخص الخروج من وضعه بعد حوالي 72 ساعة، ومازالت سلوكياته النفسية غير طبيعية بعد فترة من الزمن بالرغم من تأمين كل المستلزمات الأساسية للإسعاف النفسي الأولي التي سبق ذكرها، وهنا لا بدّ من الاستعانة بمختص نفسي لعلاجه.
أما حالة الدوار بعد الزلزال فأوضح لطيفة أنه بسبب القلق والخوف، والعامِل نفسي بالدرجة الأولى، وسيزول الدوار بعد فترة وجيزة ولا يحتاج أي دواء أو مهدئات، وإنما عليه أن يُطمئِن نفسه وعدم الاستسلام للقلق والخوف.