شائعات الزلازل.. ترهب الناس وخبراء ينصحون بعدم التصديق
تشرين – دينا عبد:
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالأنباء الزائفة التي واكبت آثار الزلزال، وكان أكثرها إثارة للخوف، تغريدة مزيفة منسوبة للخبير الهولندي( فرانك هوغيربيتس) تحذر من وقوع زلزال بقوة 9.6 درجات في سورية وتركيا ولبنان، وهو ما نفاه الخبير نفسه على صفحته على موقع تويتر.
الشائعات عند الكوارث من أهم أساليب ترويع الأفراد والمجتمعات النفسية والاجتماعية فهي لا تقتصر على زمان أو مكان معين، بل حيثما وجد المجتمع البشري ظهر خطر الشائعات خاصة في الأزمات والكوارث الطبيعية والصحية كما حدث منذ أيام ( كارثة الزلازل).
أخصائية صحة نفسية: الشائعة من نوع من أنواع الأسلحة التي تتولد من رحم التكنولوجيا وتختلف بطبيعتها وأهدافها
وبحسب أخصائية الصحة النفسية غالية أسعيد فإن الشائعة من نوع من أنواع الأسلحة التي تتولد من رحم التكنولوجيا وتختلف بطبيعتها وأهدافها وتحديد المجتمع المستهدف من ورائها، فبعض الشائعات تكون، تلك التي تهدف مباشرة إلى إقلاق راحة الناس كما يحدث حالياً فيلجأ البعض إلى ترويع الناس عن طريق كتابة منشور أن هناك هزة ستحدث بعد ساعة من الآن.. وهكذا.. وهنا أقول: بالإمكان التنبؤ بالأحوال الجوية أو بتقدير صحة اخبار معينة لكن لا يمكننا التنبؤ بما يحدث في باطن الأرض كالزلازل والبراكين وغيرها من الظواهر الطبيعية، ولو كان ذلك ممكناً لتم التنبؤ بزلزال تركيا وسورية المدمر الذي حصل منذ عدة أيام و تم التحذير منه قبل حدوثه، وقبله الكثير من الكوارث الطبيعية المدمرة القادمة من باطن الأرض واعرف كثير من الناس المرضى بأمراض مزمنة تعرضوا لجلطات أثناء سماعهم هذه الأخبار ومنهم من عاش حالة نفسية سيئة.
رئيس الجمعية الفلكية السورية : لا يوجد أي علاقة إطلاقاً للقمر والخسوف بزيادة الهزات الأرضية
فالشائعات تنتشر وتكثر في الأزمات الصحية والحروب والكوارث الطبيعية حيث توجد بيئة سهلة وخصبة لانتشار القصص والأخبار الزائفة.
ولفتت د. أسعيد إلى تأثير هذه الأخبار النفسي الكبير ولا سيما على الأشخاص الذين يعيشون الكارثة وهم ضمن نطاق التأثر النفسي والجسدي بها، حيث تسبب لهم القلق والخوف والارتباك. كما تسبب هذه الشائعات اضطرابات جسدية وتتسبب في عدم النوم.
شائعات
شائعة ظهرت تساءل من خلالها عدد من الناس عن ما إذا كان هناك علاقة بين الخسوف وحركة القمر، والزلازل وشدتها والهزات الارتدادية.
وهنا تواصلت تشرين مع رئيس الجمعية الفلكية السورية د.محمد العصيري، الذي أكد أنه لا يوجد أي علاقة إطلاقاً للقمر والخسوف بزيادة الهزات الأرضية، قائلاً: عندما حدث الزلزال في 6 شباط بين تركيا وسورية لم تكن هناك أي حالة خسوف والقمر كان في أبعد مكان عن الأرض كان يسمى (الميني مونز) أو (المايكرو مونز) أي أبعد نقطة للقمر عن الأرض وأضاف بأن الدراسات العلمية تؤكد أنه لا ترابط للخسوف أو حركة القمر أو الأجرام السماوية أو اصطفاف الكواكب أو ارتصافها بالزلازل على الأرض.
الزلازل على الأرض ظاهرة (كارثة طبيعية) ناتجة عن حركة الصفائح التكتونية؛ القشرة الأرضية التي تطفو على لب الأرض وبالتالي هي ظاهرة متعلقة بالأرض؛ أما القمر تأثيره الأكبر على المد والجزر أما تأثيره في اليابسة ضعيف جداً، شارحاً: لو كان للقمر أو للخسوف تأثير كبير على الأرض لظهر التأثير بداية في مياه البحار والمحيطات وسبب حركات تسونامي عدة قبل أن يسبب زلازل وبالتالي بعض الأقوال أو الأخبار التي تربط الخسوف أو حركة القمر أو حركة الأجرام السماوية بالزلازل عارية عن الصحة تماماً.
مدير عام المركز الوطني للزلازل: يجب ألا نصدق كل ما نسمعه
وأيضاً هناك شائعة تداولها عدد كبير من الناس وصدقوها وهي أن إيران قد تشهد زلزال أكبر من الذي حدث منذ أيام في تركيا وسورية وهنا أجاب د.رائد أحمد مدير عام المركز الوطني للزلازل فقال: لا يجب علينا كل ما سمعنا بشيء تصديقه إذا كنا نحن أنفسنا المعنيين وأصحاب الاختصاص لسنا قادرين أن نتحدث بهكذا موضوع، مضيفاً: مؤشر زلزال تركيا موجود من 2010 ـ 2012 وهناك دراسات ومقالات توثق ذلك.
ونفى أحمد لتشرين ما جرى تداوله بأن الهزات الارتدادية تنذر بزلزال أكبر، مضيفاً الهزات الارتدادية ضعيفة وستبقى لأسابيع وبناءاً على التسجيلات لدينا يُمكن أن تصل لسنة كاملة وستحصل خلالها أكثر من 30 ألف حدث جيولوجي عابر وغير مخيف (مجرد هزات خفيفة جداً)؛ ولكن نحن نقول لأسابيع حتى نخفف الحدة.