فنّانو سورية ومشاهيرها يناشدون العالم في هذه الكارثة الإنسانية ويبادرون للمنكوبين
تشرين- لمى بدران:
الكوارث الطبيعية لا تعرف شيئاً عن السياسة والآراء والمواقف المختلفة، إنها تفتك بالجميع من دون تمييز، ولنبقى جميعنا تحت سماء واحدة المفروض أن نجتمع في عالم الإنسانية العميق، لذلك كان هناك الكثير من الفنانين والمشاهير الذين ظهروا على منصّاتهم أو عبر لقاءات لهم ليعبّروا عمّا يعيشونه ويرونه خلال هذا الزلزال القاسي ومنهم كانت الفنانة أمل عرفة التي ظهرت عبر اتصال هاتفي مع الإعلامية رابعة الزيات قائلة: معقول! هل أصبح السوري ملطشة؟ لماذا يساعدون تركيا ولا يساعدوننا فتحنا أبوابنا للجميع والجميع معرّض لهذه الكارثة.. أرجوكم أغيثوا سورية.
والفنانة ديمة بياعة ظهرت عبر فيديو لها متأثّرة بشكل شديد وتبكي حرقةً على أطفال وأهالي سورية الذين هم تحت الأنقاض داعية السوريين تأجيل خلافاتهم وكلامهم غير المنطقي قائلة: يكفي.. لا علاقة للرئيس والدولة بهذه الكارثة ارفعوا هاشتاغ لمنع العقوبات عن سورية.
أما الفنانة وفاء موصللي فظهرت عبر اتصال هاتفي على برنامج مساء الإمارات وأشادت بموقف الإمارات تجاه سورية: شكراً للإمارات حكومةً وشعباً وأدعو الله أن يرفع البلاء عن بلدنا، كما أدعو أن تبقى العين على منطقتنا لأن هذا الزلزال حدث جلل وتداعياته كبيرة لا تنتهي بأيام وشهور ويد العون لنا تخفف من هذا المصاب.
بينما أطلق الفنان عابد فهد صرخة مدويّة أيضاً عبر إحدى الشاشات اللبنانية قائلاً: أنا لا أرى فرقاً بين هذا الزلزال وبين انفجار مرفأ بيروت كلاهما زلزالان لشعب واحد.. أطلب من جميع دول الوطن العربي عدم التمييز بيننا وبين تركي.. شعرت أننا مستبعدون وأصابني الحزن والدهشة عندما رأيت البلدان العربية تبادر لتركيا.. كما ذكّر الجميع أن هناك كان رياناً واحداً في المغرب لكن الآن لا أدري كم ريّاناً تحت الركام.
ونشر الفنان السوري عباس النوري عبر حسابه الشخصي:
إما أن ترفعوا الحصار أو أنتم مشاركون بدفن سورية وهي قيد المستقبل.. ارفعوا الحصار عن سورية.
وعن المبادرات النبيلة الكثيرة التي أثبتت أن فنّاني سوريّة مبادرون وفاعلون في الأزمات والكوارث، فقد نشرت الفنانة عهد ديب عبر حسابها: “بيتي جاهز لاستقبال الناس المتضررة على الرحب والسعة في بيتهم الثاني وأيّاً كان العدد تسعهم القلوب إذا ضاقت الأماكن، وهذا أقل واجب”.
ومثلها الزوجان قاسم ملحو وآمال سعد الدين وأيضاً الفنان عمار الديك ورنا جمول وغيرهم الكثير..
كما توجّهت باقة من نجوم سوريّة إلى أحد بنوك الدم للتبرع بالدم للمتضررين ومنهم سوزان نجم الدين، تماضر غانم، غادة بشور، محسن غازي، محمد قنوع، غسان عزب، رنا العضم، هادي بقدونس وغيرهم..
وبعد أن تبّرعت نقابة الفنانين في سورية بمبلغ ٧٥ مليون للمحافظات المتضررة حسب إمكاناتها المتاحة كما صرّح نقيبها محسن غازي تتالت حملات التبرّع المالية من الفنانين ومنها تبرُّع الفنان وائل رمضان وسلاف فواخرجي بمبلغ ٢٥ مليوناً والفنان حسام جنيد وأمارات رزق بمبلغ ٢٠٠ مليون، الفنان بسام كوسا تبرّع بـ١٥ مليوناً، أما ناصيف زيتون فتبرّع بمبلغ ٣٦٠ مليوناً وتيم حسن ١٠٧ ملايين لصالح العائلات المتضررة، أيضاً سارية السواس تبرعت بمبلغ ١٤٠ مليون ليرة سورية والحملات مستمرة.
لا داعي لإثارة الجدل حول كل مبلغ مالي مقّدم من أي شخصية، لا يهم أبداً.. المهم روح المبادرة والتعاون، ولا أؤيد من يقولون إنه على الفنانين عدم الإشهار بقيمة مبالغهم التي تبرّعوا بها ولِمَ لا؟ كلٌّ حسب استطاعته، هل يجب أن نخفي الخير وأن نعتّم على وظيفة فنيّة اجتماعية مهمّة في ظرف كهذا فقط كي لا ينتقدهم أحد!
الفن والفنانون هم كالأطباء والمحامون والمسعفون والمتطوعون و..الخ لذلك لا نستطيع التغاضي عن دورهم المهم ولا يوجد أحد غير مهم في هذه المحنة.. الجميع قادة للإنسانية.
وربما هذا الزلزال انتهى بهزّاته الكبيرة لكن تداعياته أكبر بكثير مما نتصور لذلك يجب الاستمرار في ضخ المساعدات والتبرعات وكل ما نستطيع أن نساهم به للمنكوبين، فسورية متضرّرة ، متألمة وفي حاجة إلى القلوب الناصعة والأيادي البيضاء من كل بقعة في هذا الكون سواء داخلها أم خارجها.