من يملك ضميراً يعمل على رفع العقوبات عنها كتّاب من مصر: عارٌ على العرب أن يوافقوا على استمرار حصار سورية
تشرين-هبا علي أحمد:
وكأنهم اعتادوا احتقار عقولهم، رغم أنها السبيل الوحيدة لاستنهاض الوعي الذي قد يوقفهم على حقيقة المأساة التي يهربون منها، بتبريرات وتحاليل مؤدلجة، وعلى قياسات معامل التدجيل الدولي وأفرعها في دول النفط والقحط سواء بسواء، بهذه الكلمات حدّثنا الشاعر والناقد المصري مختار عيسى نائب رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، عن العقوبات الأمريكية- الغربية الجائرة والظالمة المفروضة على سورية.
وقال عيسى، في تصريح خاص لـ”تشرين”: أولئك الواقفون دائماً على حافة المذبحة، المصفقون للغازي، المتواطئون مع الشيطان لذبح ما تبقى من وعي لدى العامة والبسطاء، الذين يضطرون تحت وطأة الجيوبوليتيكا، ودكاكين التسليع السياسية العربية للتصديق بما يطرحه السادة المسلّعون.
وأكد عيسى أن المحنة التي وضعت فيها سورية نتيجة عقوبات قوى دولية وإقليمية وعربية لا تستقصد سوى إسقاط الدولة الوطنية وخدمة الصهيونية وقوى الاستعمار الجديد، لافتاً إلى أنه في ظل ما خلفته الطبيعة من آثار مدمرة نتيجة الزلزال الذي ضرب سورية فجر الإثنين ممتداً من جنوب شرق تركيا، فإن ذلك يفرض على كل من يملك الضمير الوقوف مع سورية في محنتها والعمل على رفع العقوبات بل تقديم المساندة الواجبة لتخرج سورية من تحت أنقاض الفشل العربي والتواطؤ الدولي، وأن تتخلص الجامعة التي يقال إنها “عربية” من خدمة المشروع الصهيوني، بصمتها عما يُدبر لها، وما يمارسه من احتلال بغيض بمساعدة من مجتمع دولي يباهي بـ”الحرية والسلام” وهو صانع الدمار الشامل.
وتابع عيسى: إني لأعجب كيف لجامعة عربية أن تدّعي عروبتها وهي تقصي بلد العروبة سورية المناضلة، في حين تتطوع دول تنتمي إليها بالاحتفال بـ”إسرائيل” والهرولة للتطبيع معها.. وكيف لمجلس يدّعي أنه مجلس للأمن فيما هو يترك شعباً عريقاً لمحنة الحرب والكوارث الطبيعية.. ألا تبّاً لكم أيها الأدعياء المتواطئون.
بدوره، قال الكاتب والشاعر المصري، محمد دسوقي، في تصريح لـ”تشرين”: من المؤكد أن الزلزال كارثة إنسانية بكل المقاييس، وبرغم حصول الزلزال كظاهرة كونية إلهية، لكنه أحد توابع زلزال “الخراب العربي” والمؤامرة الكونية التي شارك فيها عربان الخليج لإسقاط الدولة السورية منذ العام ٢٠١١.
وأضاف دسوقي: من العار أن يوافق العرب بعد كل هذا الدمار الذي لحق بالكثير من الدول، أن يوافقوا على استمرار حصار سورية، ولاسيما وطني مصر.. نحن بحاجة إلى سورية.. كفانا ما وصلنا إليه، نحن أيضاً محاصرون بصندوق النقد الدولي والإخوان والعربان.. يجب أن نفيق للحفاظ على ما تبقى من كرامة وكبرياء قبل أن يلعننا الله والتاريخ.
وختم دسوقي بالدعاء أن يخفف الله عن سورية وأهلها.