تشكل الكوارث أكبر تحد للإنسانية .وهو التحدي الذي يستدعي من الجميع تجاوز الخلافات والصراعات والأطماع والانخراط في شراكة إنسانية تسارع لإغاثة المصابين والمهددين بهذه الكوارث. وتجاه الزلزال الذي أصاب تركيا وسورية صباح الاثنين. والذي أصاب الشعب السوري في شمال و ساحل سورية. كما أصاب الشعب التركي في جنوب تركيا ودفع البلدين والمدن والقرى لتكون منكوبة بوضوح. وهكذا فإن من واجب الإنسانية في جميع الدول العربية والعالمية وفي أربع جهات الأرض المبادرة إلى نجدة المصابين من أتراك وسوريين. وأول ما يفكر فيه السوريون في كل بقعة من سورية : كيف يمكن أن تستمر العقوبات الاقتصادية والحصار الجائر على بلد وشعب ودولة تتعرض لزلزال ولنتائج الحرب في أوروبا ؟؟!! و يستغرب السوريون كيف لا تنبري الدول العربية الشقيقة إلى تجاوز الخلافات السياسية والمطالبة برفع العقوبات والحصار عن الشقيقة سورية؟؟؟!! ويحق للسوريين أولا أن يتساءلوا كيف لا تبادر الدول العربية القادرة إلى الوقوف مع أشقائهم في سورية في الاستجابة لكارثة الزلزال كمقدمة تفتح الطريق أمام عمل أخوي تعاوني من الدول العربية إلى جانب الشعب العربي السوري الذي لم يترك قضية عربية إلا وانتصر لها على مدى التاريخ مع ضرورة مسارعتنا إلى تقديم الشكر على وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة مع سورية عبر اتصال رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد بالرئيس الأسد وإبداء استعداده لتقديم المساعدة المطلوبة
وإذا كانت الإدارة الأمريكية مصرة على تشويه وإمراض وتمويت الشعب السوري عبر العقوبات التي تحاصر الغذاء والدواء والكهرباء والدفء والعلاج. والآن تحاصر وتمنع كل ما يساعد سورية في الوقوف في وجه نتائج الزلزال. إذا كانت الإدارة الأمريكية مصرة على سرقة النفط السوري وإغلاق أبواب الاقتصاد أمام شعبها فإنها تكون ممعنة في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية عامة وضد إنسانية الشعب السوري خاصة. ويتساءل السوريون كيف يقلق بايدن على الشعب التركي ويتابع -كما أدعي -نتائج الزلزال وعرض على أردوغان المساعدة. كيف يفعل كل ذلك دون أن ينتبه إلى الشعب السوري وما أصابه من زلزال؟؟ لماذا يصر هو وإدارته على استمرار الحصار والعقوبات التي تصيب حياة ومعيشة كل مواطن سوري. وتحارب الليرة في قيمتها .والآن تمنع عن الدولة وسائل الاستجابة للزلزال ومعالجة نتائجه .في هذا الإطار لا بد أن نشكر الرئيس بوتين الذي بادر للاتصال بالرئيس الأسد لتقديم المساعدات الممكنة واللازمة لمواجهة الزلزال ونتائجه الزلزال… اليوم لحظة حقيقة تضع العرب أمام مسؤولياتهم تجاه أشقائهم في سورية . وهي لحظة العروبة التي تطالب الحكام العرب بضرورة اتخاذ موقف حاسم وإنساني تجاه العقوبات الغربية الجائرة ضد الشعب السوري. وهي اللحظة الإنسانية التي تفرض على جميع دول العالم التصرف وفق ما تقتضيه الروح الإنسانية في مواجهة الكوارث..