ما حصل خلال السنوات القليلة الماضية أصدر جملة من التشريعات والقوانين والإجراءات لحماية الاقتصاد الوطني من تداعيات الحرب والحصار، إلّا أن ذلك لم يكن بالحجم المطلوب، بسبب الضغوط المعيشية وفقدان الدولة لمعظم ثرواتها الرئيسة وسرقتها من الاحتلالين الأمريكي والتركي وأدواتهما في مواقع الإنتاج وتوافر الموارد كالنفط والمحاصيل الإستراتيجية، الأمر الذي أدى إلى حالة ضعف في مكونات الاقتصاد وشح في الموارد، وهذا يستدعي الحكومة إلى توفير البدائل بما يتماشى مع متطلبات كل مرحلة, “وكان ذلك” إلّا أنها لم تترجم بالشكل الصحيح لأسباب مختلفة منها الروتين والفساد من جهة، وضعف الإمكانات وآليات التنفيذ من جهة أخرى، وكلا الأمرين يشكل خطورة كبيرة طوال السنوات السابقة، لمسنا جميعاً نتائجها على أرض الواقع من خلال صور المعيشة المتردية، ونقص مقوماتها على مستوى الأفراد والحكومة.
إلّا أن الحكومة لم تقف مكتوفة الأيدي فاتخذت سلسلة من الإجراءات للحفاظ على المتوافر والبحث عن مقومات جديدة لتحسين هذا الواقع, وكان آخرها -وأعتقد أنه ليس آخرها- ما صدر عن الحكومة مؤخراً من إجراءات وقرارات وخاصة عن المصرف المركزي تشكل عوامل مشجعة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي, والتي تهدف بمجملها إلى تنشيط العملية الإنتاجية وخاصة الصناعي منها، إلى جانب الحد من ارتفاع الأسعار التي لم تعرف معنى الاستقرار منذ بداية الحرب الكونية.
والذي يعزز من إيجابية هذه القرارات، انعكاسها على واقع الاستيراد والتصدير وتسهيل إجراءاته وتبسيط الإجراءات المصرفية والمالية، التي تسمح بحرية العمل وتوفير مرونة تكون ضامنة لتوفير ما يلزم لأسواقنا المحلية وفق الحاجة والمطلوب وخاصة ما يتعلق بالصناعات الإنتاجية منها الدوائي والغذائي وصولاً لبقية القطاعات الأخرى..
وهنا نستطيع القول إن جملة القرارات التي صدرت مؤخراً عن الحكومة وأجهزتها المختلفة وخاصة المصرف المركزي “أسعار الصرف والحوالات” هي عملية تصويب للأداء وتصحيح لبعض الأخطاء التي وقعت بها، نتيجة ظروف الحرب ونقص الإمكانات، وسرقة مواردها الرئيسة من الإرهابيين وداعميهم، إلى جانب السعي لاستثمار المتوافر منها لتغيير السلوك الإنتاجي ودفع الحالة الاقتصادية إلى حالة التغيير الإيجابي، تكون أولى مفاعيلها تحسين مستوى المعيشة، وتحريك جمود الأسواق، والأهم السيطرة على الأسعار التي تشتعل على مدار الساعة، فهل نعتبر الأيام القليلة القادمة بداية حصاد وقطف ثمار الإجراءات، هذا ما ستوضحه قادمات الأيام..
Issa.samy68@gmail.com
سامي عيسى
165 المشاركات