يطير ويمشي.!!
هي ليست حزورة الموسم، وليست خيالاً إنما واقع مرير عنوانه قطاع الدواجن، فهذا الطائر المسكين احتار بمعالجة مشاكله الخبراء والمديرون وحتى من يقومون على تربيته، فقد ارتفع سعره إلى مستويات أقل ما يقال فيها إنها صادمة وغير معقولة!!
لم يبقَ مسؤول عن الدواجن لم يصرح أن القطاع شبه منهار ويكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة، وأن الأيام القادمة ربما يكون مصير الفروج في متحف وقد كتب عليه “للفرجة فقط “!!
لتعترف الجهات المعنية وخاصة وزارة الزراعة أن هذا الملف لقي إهمالاً كبيراً ولم يقدم على طاولة النقاشات سوى الكلمات والاتهامات التي طارت مع طيران الأسعار، فالوضع سيئ ويزداد تدهوراً وليس هناك من تدخلات أو حلول، فهل من المعقول أن يتجاوز سعر البيضة الواحدة الألف ليرة، وهل من الطبيعي أن يصبح لحم الفروج حلماً بعد أن أصبح لحم الغنم من المنسيات؟
خسارات وتحذيرات وعزوف عن التربية والكثير من المربين توقفوا عن العمل بشكل نهائي وخرجوا من الأسواق، وبالمقابل فإن ما يصدر عن الجهات المعنية أنه لم يعد هناك أمل بإنقاذ هذا القطاع وإعادة مادتين من أهم المواد الغذائية إلى مائدة الفقير، وكل المؤشرات والمطالبات تحت بندين هما دعم الأعلاف وتأمين المحروقات وبأسعار مناسبة، لأن كلف الإنتاج صارت فوق طاقة المربين وأصبحوا في حالة عجز عن تأمين التدفئة أو حتى العلف!!
وكأنهم وصلوا إلى مرحلة تبادل الاتهامات والتقاذف بالكلمات، وكأننا أصبحنا في حالة عجز ولا حول ولا قوة، وبطبيعة الحال لم يعد الفقير يلاحق نشرات الأسعار، ولم تعد تعنيه أسباب الارتفاعات، وكل ما يهمه أنه يفقد يومياً مصدراً مهماً لتأمين لقمة غذاء أطفاله، ولسان حاله يقول: حتى البيضة صارت حكراً على فئة دون سواها!!
استغاثات ومناشدات عمرها سنوات وحتى الآن عجز تام عن إيجاد الحلول، وخطط لامحل لها من الإعراب في خارطة الفقراء، فإلى متى سنقول: من ينقذ قطاع الدواجن؟!