ريابكوف يدعو الولايات المتحدة إلى التخلي عن متلازمة الاستباحة في عالم متعدد الأقطاب

اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن الولايات المتحدة أصبحت غير قادرة على اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية دون عواقب جدية تطالها مع التغير المتسارع في الحقائق الجيوسياسية، مشدداً على أن العالم لن ينسى التبريرات الكاذبة التي ساقتها واشنطن قبل 20 عاماً لغزو العراق.
ونقلت وكالة نوفوستي عن ريابكوف قوله اليوم تعليقاً على الذكرى السنوية العشرين لجلسة مجلس الأمن الدولي التي حاولت الولايات المتحدة خلالها تبرير نيتها لغزو العراق: إن “على واشنطن ألا تأمل بأن ينسى العالم مسرحية (أنبوب اختبار كولن باول) وزير خارجيتها الأسبق في مجلس الأمن الدولي في عام 2003″، موضحاً أن “صورة كولن باول وهو يظهر أنبوب اختبار به مسحوق يزعم أنه الجمرة الخبيثة أصبحت منذ فترة طويلة تجسيدا للنفاق، وثقة النخبة الأمريكية الحاكمة بإفلاتها من العقاب وحقها الذي لا جدال فيه في تدريس سائر العالم بغطرسة، ومن خلال استخدام القوة ضد خصم ضعيف بشكل متعمد من أجل الحفاظ على هيمنتها العالمية”.
وأشار ريابكوف إلى حقيقة تتعلق بهذه “المسرحية المخزية” التي مثلها باول، مبيناً أن الأخير لم يخف فيما بعد أنه “كان مضطراً للخداع وأنه كان ينفذ الأوامر”.
وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي: “إن واشنطن.. على عكس الوضع في بداية القرن الجاري.. لن تتمكن من تجنب المسؤولية عن هذا النهب الدولي مثلما كان عليه في يوغوسلافيا الضعيفة.. وفي ظروف الحقائق الجيوسياسية سريعة التغير أصبحت الولايات المتحدة الآن غير قادرة بشكل موضوعي على اللجوء إلى استخدام القوة في كل مرة تريد ذلك دون عواقب جدية على نفسها”.
وشدد على أن “الفرار المخزي من أفغانستان حدد حدود القدرات العسكرية للولايات المتحدة، لكنه لم يجعلها تقلع عنه”، لافتاً في هذا الصدد إلى “التدخل الأمريكي كطرف للنزاع في أوكرانيا، ابتداء من استخدام العادات القديمة والتصريحات العدوانية الجامحة”.
وأشار ريابكوف في الوقت نفسه إلى أنه “سيتعين على الولايات المتحدة الانتقال إلى مسار جديد، والتخلي عن متلازمة الاستباحة التي ظهرت بوضوح في فضيحة (أنبوب اختبار باول)، كما سيتعين عليها احترام موقف روسيا والصين واللاعبين الدوليين الآخرين الذين يشكلون نظاماً عالمياً متعدد الجوانب أكثر عدلاً.. ويجب عليها ألا تأمل بأنها ستنجح في دفن الذاكرة حول ما حدث منذ 20 عاماً في الرمال المتحركة للتاريخ الحديث”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول زعم في الـ 5 من شباط 2003، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي امتلاك العراق تكنولوجيا إنتاج الأسلحة البيولوجية، وأظهر أنبوب اختبار بمسحوق أبيض لتبرير الغزو الأمريكي، قبل أن يقر في وقت لاحق أنه أظهر أنبوب اختبار مزيفاً لإقناع العالم بصحته.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة القوات الروسية تحسن تموضعها على عدة محاور.. وبيسكوف: المواجهة الحالية يثيرها الغرب