السلوك المضطرب للطفل

تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:
يبدي الأطفال في بعض الأحيان بعض الأنماط السلوكية غير المرغوب فيها من قبل الآباء، وكثيراً ما تكون هذه الأنماط مزعجة لدرجة تدعو الآباء للبحث عن الطرق والوسائل والأساليب الناجعة في مواجهتها وحلّها، وكذلك للوقاية منها لكي ينمو الطفل نمواً نفسياً واجتماعياً سوياً.
تمثل الإعاقة الانفعالية شكلاً من السلوك الانفعالي العادي يمرّ في عدد من المراحل تتناسب مع النمو أو التغيير الزمني، وخاصة في مرحلة الطفولة، ففي الطفولة الأولى، تتمركز الانفعالات حول الذات كالغضب والخوف، ولكن مع التقدم بالعمر تتمركز تلك الانفعالات حول الآخرين وترتبط بهم، وهذا يدل على أن الانفعال حالة من التغيير المفاجئ يشمل الفرد كله ومن ثم تتمركز حول موضوع معين سواء كان سلبياً أم إيجابياً، وتالياً لا يمكن لنا تجاهل أهمية المواقف الانفعالية والعاطفية في حياة الطفل لأنها ستعطي حياته طابعاً ومعنى خاصين، مع الإشارة إلى أن هذه الانفعالات قد يصيبها نوع من الاضطراب فتصبح عبئاً ثقيلاً على كل من الطفل ووالديه، ولاسيما إذا استمر اضطرابهما، والطفل المضطرب انفعالياً هو الطفل الذي يظهر استجابة انفعالية غير متوقعة منه وبطريقة مزمنة بحيث يتطلب ذلك تعليمه أشكال السلوك الاجتماعي المناسب، ويستطيع الآباء معرفة فيما إذا كان ابنهم يعاني من حالة انفعالية أم لا من خلال مظاهر عدة تصدر عن سلوك الطفل.
ويمكن أن نحدد نوعين من الاضطرابات الانفعالية: النوع الأول بسيط ومتوسط يمكن معالجته بقليل من التعاون بين الوالدين مع المختصين، أما النوع الثاني فهو شديد قد يستمر مع الطفل حتى سن الشباب والرشد، ومن أهم مظاهر الاضطرابات الانفعالية البسيطة والمتوسطة (العناد المستمر- عدم الطاعة- إيذاء الآخرين- سرعة الغضب- الغيرة المبالغ فيها)، وهذه المظاهر البسيطة والمتوسطة تتميز بها الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وتزداد نسبتها لدى الذكور مقارنة مع الإناث، وذلك بسبب الأوضاع الاجتماعية السائدة.. ومن أهم الاضطرابات الشديدة (فصام الطفولة) ومن مظاهرها: الانسحاب التام وإثارة الذات باستمرار، القيام بحركات جسمية مستمرة، وهذه الحالة قريبة جداً من الإعاقة الحركية.
كما أن العوامل البيولوجية من أهم العوامل المؤدية إلى الاضطرابات الانفعالية الشديدة، ومن أسبابها العوامل الجينية وهي عوامل مرتبطة بما قبل الولادة، ولا يمكن أن نتجاهل أثر البيئة المرتبطة بالأسرة والمدرسة بشكل عام، ويبرز دور العوامل البيئية في العلاقة بين الأم والطفل، وبين الأب والطفل، وكذلك نمط التربية الأسرية كالدلال الزائد، أو الإهمال المفرط، ولابدّ من معالجة السلوك (الانسحابي) الذي يعبّر عن فشل الطفل، وكذلك السلوك (العدواني) ويحدث نتيجة إحباط الطفل في المنزل والمدرسة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
اتحاد الكتاب "فرع اللاذقية" يحيي مع مؤسسة أرض الشام ندوة عن المرأة السورية ندوة فكرية ثقافية عن "النقد والنقد الإعلامي" في ثقافي أبو رمانة السفير الضحاك: سياسات الغرب العدائية أضرت بقدرة الأمم المتحدة على تنفيذ مشاريع التعافي المبكر ودعم الشعب السوري مؤتمر جمعية عمومية القدم لم يأتِ بجديد بغياب مندوبي الأندية... والتصويت على لا شيء! الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه خاجي عمق العلاقات بين سورية وإيران وزير الداخلية أمام مؤتمر بغداد الدولي لمكافحة المخدرات: سورية تضطلع بدور فعال في مكافحة المخدرات ومنفتحة للتعاون مع الجميع الرئيس الأسد يؤكد لوفد اتحاد المهندسين العرب على الدور الاجتماعي والتنموي للمنظمات والاتحادات العربية عقب لقائه الوزير المقداد.. أصغير خاجي: طهران تدعم مسار الحوار السياسي بين سورية وتركيا العلاقات السورية- الروسية تزدهر في عامها الـ٨٠ رئاسيات أميركا ومعيارا الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي.. ترامب أكثر اطمئناناً بانتظار البديل الديمقراطي «الضعيف».. وهاريس الأوفر حظاً لكن المفاجآت تبقى قائمة