هل بدأت الإزاحة

زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المنطقة تحمل العديد من المؤشرات والدلائل في نظر الكثير من الباحثين والمتابعين، وتؤسس لحقبة واعدة من العلاقات الدولية الجديدة القائمة على المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة لا التبعية المطلقة والسيطرة التامة لقطب متفرّد ومتغطرس ولا يأبه إلّا لمصالحه الخاصة، وإن كانت على حساب الشعوب والأفراد.
ما ظهر من جدول الزيارة أنها بصدد عقد العديد من القمم التي ترسخ العلاقة الصينية في دول المنطقة، وتزيد حجم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وتفتح الباب على مزيد من العلاقات الاستراتيجية ولكن ما خفي منها ربما أهم بكثير مما أعلن عنه، وذلك لأسباب عديدة:
أولها: إن الصين بدأت تمتد إلى الفضاء الحيوي للولايات المتحدة الأمريكية التي ظلت تحتكره على مدار القرن الماضي ومطلع القرن الحالي.
وثانيها: إن هذا التمدد يأتي عنوة وتحديّاً لمعارضة أمريكية شديدة لم يخفها الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته الأخيرة للمنطقة حين قالها صراحة إن بلاده لن تسمح للصين بملء المكان في المنطقة.
وثالثها: إن الرئيس الصيني يدرك أن ما يقدم عليه من زيارة للمنطقة وحجم اتفاقيات التعاون التي يحملها وسيناقشها خلال الزيارة ويوقعها أيضاً لن تحظى بموافقة واشنطن، بل تبذل هذه الأخيرة كل ما لديها لعدم إتمامها أو حتى إفشالها.
في كل الحالات؛ زيارة الرئيس الصيني إلى المنطقة وحالة الاحتفاء والترحيب به دليل ساطع على عدم الانصياع للرغبات الأمريكية، وبرهان أكيد على حجز الصين مكاناً لها في المنطقة خلال المدى القصير والمتوسط، وبداية واثقة لإزاحة السيد الذي تسلّط على رقاب أكثر حكام وشعوب المنطقة عقوداً طويلة من الزمن، فهل بدأت الإزاحة لهذا المتسلط ؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
اتحاد الكتاب "فرع اللاذقية" يحيي مع مؤسسة أرض الشام ندوة عن المرأة السورية ندوة فكرية ثقافية عن "النقد والنقد الإعلامي" في ثقافي أبو رمانة السفير الضحاك: سياسات الغرب العدائية أضرت بقدرة الأمم المتحدة على تنفيذ مشاريع التعافي المبكر ودعم الشعب السوري مؤتمر جمعية عمومية القدم لم يأتِ بجديد بغياب مندوبي الأندية... والتصويت على لا شيء! الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه خاجي عمق العلاقات بين سورية وإيران وزير الداخلية أمام مؤتمر بغداد الدولي لمكافحة المخدرات: سورية تضطلع بدور فعال في مكافحة المخدرات ومنفتحة للتعاون مع الجميع الرئيس الأسد يؤكد لوفد اتحاد المهندسين العرب على الدور الاجتماعي والتنموي للمنظمات والاتحادات العربية عقب لقائه الوزير المقداد.. أصغير خاجي: طهران تدعم مسار الحوار السياسي بين سورية وتركيا العلاقات السورية- الروسية تزدهر في عامها الـ٨٠ رئاسيات أميركا ومعيارا الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي.. ترامب أكثر اطمئناناً بانتظار البديل الديمقراطي «الضعيف».. وهاريس الأوفر حظاً لكن المفاجآت تبقى قائمة