مصائب قومٍ.. عودة للطب البديل والعلاج بالأعشاب للهروب من «فاتورة الطبيب».. الكثير من العطارين أكملوا تعليمهم الأكاديمي خدمة لمجالهم

تشرين – بشرى سمير:
نشهد في وقتنا الراهن عودة للعلاج بالطب البديل، ومرد ذلك الارتفاع الكبير في أجور معاينات الأطباء وأسعار الأدوية، حسب تأكيدات عدد من المواطنين في سوق العطارين في دمشق.
تقول عليا إبراهيم: المثل يقول: “اسأل مجرب ولا تسأل طبيب” في إشارة إلى أن وصفات العطارين غالباً ما تكون صحيحة، لكونها متوارثة من الأجداد وبناء على تجربة، وفيما يؤكد المواطن علي خليل أن هناك علاجات تنفع بالطب البديل والأعشاب العطرية، لكن لا يمكن أن يكون بديلاً عن الطب العلمي والأكاديمي وخاصة للأمراض الخطيرة.
شيخ العطارين
يؤكد العطار والصيدلاني محمد منصور الخطيب الذي يعد شيخ العطارين، و ورث مهنة العطارة عن والده وجدّه منذ ما يقارب 46 عاماً، إن أقرب مهنة إلى الصيدلة هي العطارة، لأنها الشكل القديم للطبابة والاستطباب، ويعود الفضل إلى تحويل العطارة إلى الشكل العلمي إلى العالم محمود زنكي الذي أنشأ المارستان النوري، وألزم كل من يريد أن يعمل في العطارة بأن يدرس في المارستانات لمدة ثلاث سنوات، والتي كانت تدرس فيها النباتات بالطريقة التي كانت سائدة في ذلك الوقت، من خلال ترجمة المؤلفات اليونانية والرومانية والهندية إلى اللغة العربية، واجتهدوا فيها العلماء العرب، وأصبح لدينا مفهوم جديد للاستطباب، يرتكز على أربع ركائز، وهي الأخلاق الأربع والدرجات الأربع، واستمرت هذه المهنة حتى هجوم هولاكو، حتى تراجعت وبدا يشوبها الدجل والسحر، علماً أن الدجل والسحر لم يكونا متوقفين، لكن في فترة الفتوحات الاسلامية تمت محاربة هذه البدع، وبسقوط الحكم الإسلامي عادت للظهور إلى الوجود الطلاسم والأعمال السحرية في المعالجة باسم المعالجة الروحانية، واستخدام الإيحاء النفسي في الغيبيات، ما يدفع الناس إلى الإقبال عليه، وبقيت هذه المفاهيم سائدة حتى نهاية الفترة العثمانية، وفي قدوم الفرنسيين جاء مفهوم جديد بالمعالجة، وهو المعروف حالياً، ويشمل تحاليل الدم والصور الشعاعية، وأضاف الخطيب أنه مازال حتى الآن عمل الدجالين أكثر من عمل، هناك نبات اسمه اشواجندا أنا أدخلته إلى سورية عام 1987 من خلال دارستي له في مطلع الثمانينيات حتى مطلع 2000 بدأت الناس باستخدامه، حيث تعدّ الاشواجندا من الأعشاب التي تستخدم في الطب البديل، بسبب فوائدها الصحية العديدة، وتصنف ضمن فئة أعشاب الأدبتاجون (adaptogen) والتي تساعد الجسم في التخلص من التوتر، وهي نبتة موجودة في سورية، لكنها قليلة وتنتشر في المناطق الأكثر حرارة.

الناس تتهافت على الدجالين والغيبيات أكثر من العلم الحقيقي

ومن فوائدها أيضاً زيادة خصوبة الرجل، عن طريق رفع مستويات هرمون التستوستيرون لديه، وزيادة كتلة العضلات وقوتها، إضافة إلى التقليل من خطر الإصابة بالالتهابات، وخفض مستوى الكوليسترول المرتفع والدهون الثلاثية.
مجحفة
رأى الخطيب أن الانتقادات الموجهة لعمل العطارين “مجحفة” ومن الخطأ التعميم والقول إن، “العطارة مضرة أحياناً” لأنه يعمل في هذه المهنة منذ 46 عاماً وراثة عن أبيه، الذي ورثه بدوره عن جده، إضافة إلى دراسته الصيدلة.
وأشار إلى أن الكثير من العطارين أكملوا تعليمهم الأكاديمي الذي يخدم مجالهم، وليسوا جهلة كما يحاول ترويجه البعض، إلى جانب أنهم لم يعتمدوا فقط على ما ورثوه من خبرة بالرغم من أهميتها، فمن غير الممكن التقليل من أهمية الخبرة ليس في مجال العطارة فقط، وإنما في مجالات عديدة تُعد الخبرة أهم من الشهادة، وأكد أن العطار ليس طبيباً ولكن لديه خبرة في الأعشاب الطبيعية.
خبير في الأعشاب
من جانبه الدكتور وليد سليمان خبير في الأعشاب العطرية أشار لضرورة إخضاع العطارين إلى التدريبات في مجال التصنيف، والتعريف الدقيق للنباتات، واستخداماتها لأنهم لا يعلمون سوى الاسم الشائع للنبات، أو أن يساعدهم مختَص بتحديد هوية النباتات بدقة، إضافة إلى أهمية معرفة أوقات جمع النباتات وتحديد أجزائها الفعالة، فبعضها تكمن فاعليتها في الجذور، وأخرى في الأوراق، ونوّه بأن هذه الفعاليات ربما قسم كبير من العطارين على علم بها، ولكن الأوقات الصحيحة لجمع النبات يمكن ألّا يكونوا على دراية بها، فبعض النباتات تُجمَع في آخر الربيع، وأُخرى في الخريف.


عدم اهتمام

المهندس الزراعي وائل عتمة أشار إلى أن هناك عدم اهتمام من قبل الجهات المعنية بزراعة النباتات الطبية والعطرية التي تعرف بالذهب الأخضر لكثرة فوائدها وتستخدم النباتات الطبية، لعلاج العديد من الأمراض لاحتوائها على مواد فعالة بيولوجية ذات خواص علاجية، إضافة إلى استخدامها في صناعة العديد من مستحضرات التجميل، ومقولة:” لا يصلح العطار ما أفسده الدهر”، لم تعد صحيحة في أيامنا هذه لأن العلاج بالأعشاب والنباتات العطرية المصنعة دوائياً أثبت جدواه، سواء أخذت بشكل مباشر من الطبيعة مثل الكمون، والبابونج، واليانسون، والحبة السوداء، أو بشكل غير مباشر عن طريق استخلاص المواد الفعالة، كالأتروبين المستخلص من نبات ست الحسن، والمستعمل في توسيع حدقة العين، والأفيون المستخرج من نبات الخشخاش، والجيليكوسيدات المستخرجة من نبات الديجتاليس، والمستعملة لتقوية عضلات القلب وتحسين ضرباته.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات الدورة «16» للمجلس الوزاري العربي للمياه والمؤتمر العربي السادس للمياه في ‏المملكة الأردنية لقاءات الأسبوع الثامن من الدوري السلوي الممتاز للسيدات جزيئات داخل الجسم تسبب الصداع النصفي دراسات آثارية جديدة تفضي إلى اكتشاف "أقدم أبجدية" بالعالم في سورية خبراء يقترحون تمويلاً جماعياً لمشروعات " الإنقاذ الاقتصادي والاجتماعي" ..التعاونيات والمنصات الإلكترونية أدوات فعالة تنمية القدرات المهنية للمعلمين في ورشة عمل بمركز تطوير المناهج التربوية ضمانات أميركية للكيان وليس لحماية الاتفاق.. «وقف النار» في أول أيامه لا يخرج من دائرة الترقب والتوجس.. والضغوط ستتركز على لبنان قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية «مدرسين أو معلمي صف» دون مسابقة الفستق الحلبي يتبوأ أهم قائمة تصديرية اليوم.. 360 طناً صُدّرت.. وقريباً اتفاقية مع الصين لتسويق كميات يتفق عليها طهران ترحب بوقف اعتداء الكيان الصهيوني على لبنان