حلَّ البرد.. أين المازوت؟
بدأت درجات الحرارة بالانخفاض شيئاً فشيئاً، وأصبح من الضروري في قادم الأيام تركيب المدافئ، وعلى أبعد حدّ منتصف الشهر القادم استعداداً (للمربعانية) التي يصبح خلالها البرد قارساً لا يمكن احتماله، وخاصة من كبار السن والأطفال والمرضى على اختلاف أعمارهم، لكن السؤال هنا: هل استلمت جميع الأسر مخصصاتها على قلتها من مادة المازوت المدعوم حتى تقوم بتركيب المدافئ؟
تتردد على مسامعنا يومياً أسئلة كثيرة من أرباب الأسرّ عن سبب تأخر ورود رسالة استلام الخمسين ليتراً، وماهية مسوغات ضعف وتيرة عملية التوزيع التي يتوقع فيما لو استمرت على هذا المنوال أن ينقضي الشتاء من دون أن تُشمل الأسر المستحقة جميعها.
المفارقة الغريبة العجيبة التي لا بدّ من لفت الانتباه إليها، تتمثل بورود رسائل للبعض تعلمهم بمراجعة محطة وقود معينة لاستلام مادة المازوت المباشر بالسعر الحر، وهذا يحدث، في حين لم يوزع من المادة بالسعر المدعوم حتى تاريخه إلّا ما نسبة الثلث تقريباً على مستوى محافظة درعا، وبالفعل هذه المفارقة تدعو للاستهجان وتستحق الوقوف عندها والبحث في خلفياتها وأسباب حدوثها غير المعقولة وغير المقبولة أبداً.
معلوم للجميع أن واقع الكهرباء الحالي في ظل ضعف التوليد وذهاب معظم الكميات المتوفرة للخطوط الذهبية المعفاة من التقنين لغايات مختلفة، لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يسعف في عملية التدفئة، وخاصة إذا ما أضفنا مشكلة الحماية الترددية التي تطبق على معظم محطات الكهرباء متسببةً بعدم استمرارية قدوم التيار وفق برنامج التقنين، حيث تتكرر الانقطاعات بشكل متلاحق فتنحسر فترة القدوم إلى عُشر الوقت المحدد تقريباً، ولهذا لا بديل عن مادة المازوت في التدفئة.
لا شك في أن المخرج من المشكلة يتطلب زيادة مخصصات المحافظة من المادة بدلاً من استمرار تآكلها، حيث يتضح مما يعلن خلال اجتماع لجنة المحروقات الفرعية أن هناك تراجعاً ملحوظاً في تلك المخصصات في وقت لا يحتمل ذلك أبداً، حيث توجد ضرورات تحتم في هذه الفترة من السنة توفير المادة بكميات معقولة، ولاسيما سدّ مخصصات الأسر لغرض التدفئة، وكذلك زراعة القمح الذي له أهمية بالغة كمحصول إستراتيجي.. فهل نتوقع استدراك ما يحدث أم سيستمر تباطؤ عملية التوزيع ويمضي الشتاء فيما الأسر تتلوى من شدة البرد؟