تكاليف زراعة القمح في السويداء أعباء تثقل كاهل الفلاح
تشرين- ضياء الصفدي:
يقع الفلاح في محافظة السويداء بين نار تكاليف الزراعة التي تغرقه في الديون على أمل سدادها في نهاية الحصاد، أو ترك الأرض تبور وهي مصدر رزقه ومعيشته، عمليات زراعة القمح للموسم الحالي بدأت في المحافظة في المناطق التي تزرع المحصول مبكراً في الريفين الشمالي والجنوبي، بداية اصطدمت بحواجز كثيرة نتيجة زيادة تكاليف الإنتاج.
وليم أبو حمدان فلاح من بلدة قنوات أشار إلى أهمية الزراعة باعتبارها دخلاً رئيساً لكثير من السكان، مبيناً أن تكاليف إنتاج المحاصيل باتت خارج المألوف لا تؤمن حتى تكاليف الإنتاج، مضيفاً: “أسعار الحراثة والمبيدات والبذار والحصاد تضاعفت عدة مرات، مطالباً بضرورة إيجاد حلول من وزارة الزراعة واتحاد الفلاحين لدعم الإنتاج الزراعي وتسويقه.
بينما أشار فلاح آخر إلى أن زراعة الأرض وحراثتها تحتاج ميزانية كبيرة، فاليد العاملة وتكاليف الآلات الزراعية ترتفع كل عام وأنه دفع سابقاً ١٥ ألف ليرة لحرث الدونم الواحد باستخدام الجرار لمرة واحدة، مع العلم أن الأرض تحتاج للحراثة مرتين ليكون إنتاجها وفيراً، وبعد تكاليف الحراثة الباهظة يأتي ثمن البذار حيث وصل كيلو القمح المعقم إلى ٢٧٥٠ ليرة وزراعته على الجرار ١٥ ألف ليرة، عدا عن أجور النقل واليد العاملة وارتفاع أسعار أكياس القمح.
وأكد بعض الفلاحين ممن التقتهم “تشرين” أن الاتحاد سلم العام الماضي لكل دونم ٢ لتر مازوت لزوم الخطة الزراعية ولكن لمرة واحدة فقط علماً أن الأرض كما يعلم الجميع تحتاج للحراثة مرتين أو ثلاثاً وأصحاب الجرارات كانوا يتقاضون الموسم الماضي عن كل دونم ٤ آلاف ليرة ولترين مازوت للأراضي التي تزرع حبوباً وخضاراً، أما للأشجار المثمرة ٤ آلاف ليرة و٥ لترات مازوت، وفي حال عدم وجود المازوت لدى الفلاح يدفع أجور حراثة الدونم بين ١١ و١٥ ألف ليرة، وهذا الموسم يطالبون بضعف هذه الأرقام بحجة مضاعفة سعر لتر المازوت عن العام الماضي، حيث وصل إلى ٧ آلاف ليرة لليتر الواحد من مادة المازوت بينما كان الموسم الماضي بـ٣٥٠٠ للتر في السوق السوداء.
وبدأت في محافظة السويداء عمليات زراعة محصول القمح للموسم الحالي وفق خطة تبلغ 35.625 هكتاراً، وأوضح مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد أن خطة زراعة محصول القمح تتوزع بواقع 35038 هكتاراً بعلاً و587 هكتاراً مروياً، حيث تشمل عمليات الزراعة تباعاً مختلف مناطق المحافظة، وتستمر خلال الشهرين القادمين.
وأشار إلى أن مستلزمات بذار القمح مؤمنة من خلال فرع المؤسسة العامة لإكثار البذار، فيما يجري تأمين المازوت لأغراض الزراعة استناداً لقرار لجنة المحروقات الفرعية وفقاً للكميات المتوفرة.
وبلغت المساحات المزروعة بمحصول القمح في السويداء خلال الموسم الماضي 34461 هكتاراً، فيما بلغ الإنتاج 3840 طناً فقط نتيجة تأثر المساحات المزروعة بالأحوال الجوية.