أوكرانيا على طاولة بايدن- ماكرون.. أي جديد؟

تشرين:
لن تكون أوكرانيا ملفاً حصرياً خلال زيارة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون إلى الولايات المتحدة غداً الأربعاء، التي تستمر ثلاثة أيام، وتتضمن جدول نشاطات مكثفاً على رأسه اللقاء مع الرئيس جو بايدن.
في البيان الذي صدر عن البيت الأبيض اليوم بخصوص الزيارة، جاءت مسألة أوكرانيا ضمن ملفات دولية عدة ستدور حولها مباحثات بايدن – ماكرون، منها إيران والصين، وملف الطاقة، والتعاون الاقتصادي بين الجانبين.
وعلى خلاف مجمل الأوروبيين، تعد فرنسا نفسها أقل المتضررين من حرب أوكرانيا، فهي الأقل اعتماداً على روسيا في مسألة الطاقة، وتالياً هي الأقل تأثراً بالعقوبات المفروضة عليها، حتى لو كانت جزءاً منها، وهذا الحديث هو لماكرون نفسه، كرره مرات عدة خلال الأشهر الماضية، كما أن فرنسا أقل انخراطاً في الحرب، أي بالتورط ضد روسيا، فهي تكاد تغيب عن ساحة الأخبار المتعلقة بدعم أوكرانيا مالياً وعسكرياً.
لذلك لا يفترض بأوكرانيا أو الأوروبيين التعويل كثيراً على زيارة ماكرون إلى واشنطن، لأن لها همومها، وهي عديدة وكبيرة، إذا ما أوردنا على سبيل المثال الخسائر التي تكبدتها ما بعد إلغاء الاتفاق النووي مع إيران في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وخسائرها المستمرة بفعل عدم الاتفاق على العودة إلى هذا الاتفاق حتى الآن.
فعلياً، من غير المعلوم ما إذا كان ماكرون يحمل شيئاً محدداً حيال أوكرانيا، أو ما إذا كان الأوروبيون حمّلوه أي شيء محدد، لذلك ربما من غير الصائب الحديث مسبقاً عن نتائج، والأفضل الانتظار إلى ما بعد انتهاء الزيارة.
وحتى ذلك الوقت، يستمر الأوروبيون في مواقف متذبذبة ومتناقضة، فيخرجون بالتهديدات ضد روسيا كل يوم، لكنهم لا يمتلكون جرأة تنفيذها، بل إن كل ما يفعلونه هو الدوران حولها والمناورة على مسألة التنفيذ بذرائع وحجج لا تحتاج كثيراً من الذكاء لمعرفة أنهم يتخبطون أكثر فأكثر، وأن حليفتهم الولايات المتحدة تجلس متفرجة، وتجني الأرباح.
وعليه كان منطقياً أن تجدد الولايات المتحدة اليوم تصريحاتها حول أنها لن تضغط على أوكرانيا لتسير في طريق التفاوض مع روسيا، مقابل أنها مستمرة منذ أشهر في ضغوطها على الأوروبيين لوضع سقف لأسعار النفط الروسي.
ولم تكتفِ بذلك، بل دعت مجموعة السبع أيضاً إلى ممارسة الضغوط نفسها على الأوروبيين الذين يحاولون جهدهم إقناع واشنطن بأن وضع سقف لأسعار النفط الروسي سيكون وبالاً عليهم.. من دون جدوى.
ولمناسبة زيارة ماكرون إلى واشنطن، أكد عضو البرلمان الأوروبي السابق، الفرنسي فلوريان فيليبو، أن رد فعل أوروبا الانتحاري على الأزمة الأوكرانية سيكلفها تحويل تريليونات اليورو من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة.
وكتب فيليبو في «تغريدة»: الولايات المتحدة ستصبح ثرية جداً بسبب الأزمة الأوكرانية، لكن بالنسبة لأوروبا، فإن دعم كييف سيتحول إلى «انتحار»، داعياً المجتمع الأوروبي إلى الاستيقاظ والتفطن لما يحدث.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة القوات الروسية تحسن تموضعها على عدة محاور.. وبيسكوف: المواجهة الحالية يثيرها الغرب