«المدير المزمن».. تنازع بين الرغبة الخاصّة والمصلحة العامة..حسم جديد قد ينهي مشكلة قديمة

تشرين- ليال أسعد:
غالباً يشغل موضوع العمل الوظيفي و الارتقاء بالمنصب والوصول إلى مرتبة مدير, بال شريحة كبيرة من العاملين في الجهات العامة والخاصة، ولكن ما يشغل بال شريحة معينة من الموظفين وخاصة المديرين بعد وصولهم لهذا المنصب بجهد كبير هو السؤال الآتي، الذي يراود أذهانهم: كم سنبقى في هذا المنصب، وما الزمن المحدد والكافي كي نستطيع النجاح فيه وتحقيق الأهداف التي تضعها المؤسسة من جهة والتي نضعها نحن من جهة ثانية؟
تتباين الآراء في هذا الصدد وفقاً لتباين الرؤى بين الموضوعي والمصلحي الشخصي، إلا أن ثمة حقائق لا بدّ من التسليم بها وفق نسق عملي تطبيقي..إذ تحدثت مديرة التنمية الإدارية في وزارة الصناعة لميس كامل عن العمر الذي يفترض أن يقضيه المدير في المنصب، مبينة أنه تم اعتماد بطاقات الوصف الوظيفي لإشغال مركز عمل مدير من معاون وزير أو مدير عام والمسار الوظيفي لكل منهما، مشيرةً الى أن المدير المركزي يختلف عن المدير العام، فهناك معايير يتم وضعها من قبل مجلس الوزراء من تحديد المسار الوظيفي والمسار الزمني وتحديد التقييم وتخطيط الأداء والتدريب، وأوضحت: فيما يتعلق بالمدير العام تبلغ مدة المسار الزمني تسع سنوات متضمنة ثلاث ولايات إدارية مدة كل منها ثلاثة أعوام مع مراعاة التشريعات الخاصة ببعض الجهات، ولا يجوز التبديل أو إنهاء التعيين ضمن مدة الولاية ما لم يكن هناك سبب يحول دون البقاء، وبالنسبة للتقييم يتم إجراؤه بشكل عام في نهاية كل ولاية إدارية في كل المؤسسات والشركات والهيئات العامة،وترفع نتائج التقييم إلى الجهة صاحبة الاختصاص بالتعيين للنظر بإصدار صكوك تجديد أو إنهاء التعيين أو النقل لموقع إداري آخر.

بعض المديرين أمضوا سابقاً في المنصب قرابة عشرين عاماً

أما عن إمكانية تزويدنا بإحصائية عن أطول مدة قضاها مدير لديهم، قالت كامل إنه لا يمكن تحديد إحصائية لأنهم يعملون على تطبيق موضوع الإصلاح الإداري الذي تقوم فيه وزارة التنمية الإدارية باعتمادهم بطاقات الوصف الوظيفي والخبرة الوظيفية، ولكن في الواقع، “وهذا الكلام غير منسوب للسيدة لميس كامل”، تظهر الحقائق أن بعض المديرين أمضوا سابقاً في المنصب قرابة عشرين عاماً وبعضهم أقل من ذلك بسنوات والبعض الآخر لم يمضِ على بقائهم في المنصب سوى بضعة أشهر، وعلى سبيل المثال فإن مدير عام أحد المصارف قد بقي في منصبه أكثر من عقد، وهناك مديرون آخرون تنقلوا من إدارة إلى أخرى لفترات طويلة، و معاونو وزراء استمروا في مناصبهم وحتى بعد انتهاء مهامهم تحولوا إلى مستشارين، وكل ذلك لم يخضع للمعايير الوظيفية الحقيقية، و إنما خضع لأهواء ورغبات وحسابات من قام بتعيينهم أو إقالتهم من المنصب.

نحتاج إعادة هندسة للإدارات وتقييم عمل كل إدارة بالشكل الصحيح من نقاط إيجابية وسلبية

أما بخصوص ما يجب أن يكون عليه الحال من الناحية النظرية والتي يجب تطبيقها ليكون المدير فاعلاً وناجحاً، كان للدكتور زكوان قريط أستاذ إدارة الأعمال في كلية الاقتصاد في جامعة دمشق رأي علمي أكاديمي، ولدى سؤالنا له عن التصور النظري للوضع الإداري في مؤسسات الدولة، بيّن أنه بالنسبة للإدارات بشكل عام هناك إدارات ناجحة و إدارات مترهلة، والموضوع يحتاج إعادة هندسة هذه الإدارات بشكل عام وتقييم عمل كل إدارة بالشكل الصحيح من نقاط إيجابية وسلبية، فإذا كانت النقاط الإيجابية تطغى على السلبية نطلب من الإدارة التحسين للأفضل لتبقى في القمة، أما إذا كانت النقاط السلبية كبيرة فالموضوع يتطلب تغييراً في هيكلية الإدارة بناء على ما تعمل به وزارة التنمية الإدارية لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب فيما يسمى بإعادة هيكلة و توزيع للإدارات في القطاع العام.
شروط ضرورية
وبشأن الشروط الضرورية والمطلوبة لارتقاء الموظف لمنصب المدير قال: إن الموظف يجب أن يكون له مسار وظيفي يتدرج بالمناصب، وأن يكون حاصلاً على شهادة في الإدارة العليا ليتسنى له استلام هذا المنصب، ولكي يكون المدير ناجحاً في عمله عليه أن يتقن فن الإدارة من وظائفها وأهميتها، وأن يكون قائداً قبل أن يكون مديراً والعمل على سياسة التحسين المستمر .
فرصة اختباره
وأضاف الدكتور قريط موافقاً على ما تقوم به وزارة التنمية الإدارية، بأنه لاختبار مدى نجاح المدير في مديريته يمكن أن يعطى فرصة من سنتين الى ثلاث سنوات لاختبار مدى نجاحه و قدرته على التطوير والارتقاء بالعمل، وخلال هذه الفترة إن لم يستطع النجاح في العمل أو تحقيق الأهداف المطلوبة فيجب تنحيته وهذا لا يتم إلّا من خلال تقييم الأداء لكل مدير.
في المحصلة، مهما اختلفت الآراء أو توافقت على ما يجب أن يمنح للمدير في مختلف مراحله الوظيفية للنجاح بعمله وتطوير عمل المؤسسة فإن ذلك لن يحدث إلّا إذا توفرت القوانين والضوابط الناظمة لذلك، والأهم من كل ذلك الالتزام الحقيقي والصادق بتطبيق هذه القوانين والضوابط، وعندها فقط يمكن اكتشاف المدير الناجح من سواه.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة القوات الروسية تحسن تموضعها على عدة محاور.. وبيسكوف: المواجهة الحالية يثيرها الغرب