(عيون مصغرة).. اختراق طبي كبير للوقاية من فقدان البصر
في اختراق طبي كبير قد يساعد الآلاف من الأشخاص المعرضين لخطر فقدان البصر، ابتكر العلماء «عيوناً صغيرة» في المختبر، قرّبت العلماء خطوة جديدة تمكنهم من علاج شكل رئيسي من أشكال العمى.
فقد ابتكر العلماء في جامعة «كوليدج» في لندن أول شبكية عين اصطناعية في المختبر من أطفال يعانون من حالة تسمى «متلازمة أشر»، أو متلازمة التهاب الشبكية الصباغي وخلل السمع، وهي مرض وراثي نادر ينشأ عن تحورات في نحو 11 جيناً، ويعاني بسببها المريض من فقد السمع والإبصار، ولا يوجد لها علاج شافٍ حتى الآن.
ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن جين سودين أستاذة علم الأحياء التطوري وعلم الوراثة في جامعة كاليفورنيا، وهي مؤلفة رئيسة لدراسة «العين المصغرة» قولها: ” تعد القدرة على استخدام العيون المصغرة طفرة في هذا المجال، تعمل عليها العديد من الفرق العلمية، مضيفة: أعتقد أنه في غضون 10 سنوات ستكون العديد من حالات العمى الوراثي قابلة للعكس”.
وقد تبدو العيون التي تنمو في طبق مختبري مثل الخيال العلمي، لكن استخدامها في دراسة تحولات «متلازمة أشر» قدم دليلاً جديداً مهمّاً على ما يحدث في العين، فيسبب تنكس الشبكية، وهو سبب رئيس للعمى حيث تموت الخلايا الحساسة للضوء و تسمى العصي والمخاريط.
وقام الفريق الذي أعد الدراسة بأخذ خلايا من جلد الأطفال المصابين بالمرض الوراثي النادر، «متلازمة أشر»، في مستشفى «غريت أورموند ستريت» في المملكة المتحدة لإعادة برمجة خلاياهم لتكوين الخلايا الجذعية، التي يمكن أن تصبح أي خلية في الجسم.
وقام الفريق بمحاكاة العمليات التي شوهدت عند الأطفال في الرحم، على مدى تسعة أشهر في المختبر، للحصول على سبعة أنواع من الخلايا لتشكيل نمط دقيق، لتصبح شبكية صغيرة – وهي الطبقة الرقيقة حول مقلة العين التي تكتشف الضوء، وسمح ذلك للعلماء بمعرفة ما يحدث في ” متلازمة أشر”.
وأشار الفريق إلى أن شبكية العين هذه في طبق المختبر تساعد حقاً على رؤية ما يحدث في الجزء الخلفي من العين، وهو أمر مهم ويمكن أن يساعد في المستقبل على تطوير علاجات أكثر تعقيداً مثل الضمور البقعي المرتبط بالعمر.
وفي الورقة البحثية، التي نشرت في مجلة «Stem Cell Reports»، يمكن رؤية العيون المصغرة، التي يبلغ قطرها نحو ملليمتر واحد «0.04 بوصة»، وهي تطور مشكلات مبكرة مع الخلايا العصوية المستشعرة للضوء، مقارنة بالعيون الصغيرة المصنوعة من خلايا الأطفال الأصحاء.