صيادون يعتزلون المهنة.. والسمك أسعاره خمس نجوم

تشرين- لوريس عمران:
اعتزل عدد من صيادي السمك في مدينة جبلة المهنة بسبب الصعوبات التي يواجهونها، أولها ارتفاع تكاليف الإنتاج وليس آخرها التأخر في توزيع المازوت المدعوم وعدم كفاية ما يتم توزيعه والذي ينتهي مع أول رحلة صيد.
أحد الصيادين الذي اعتزل مهنته وأصبح يعمل في تصليح القوارب والشباك، قال لـ«تشرين»: لم تعد مهنة الصيد تطعمنا وتؤمن لأولادنا لقمة الخبز، خاصة أنه باتت معظم رحلات الصيد خاسرة بالنسبة للصيادين، مدللاً بأن تكلفة الرحلة الواحدة تتجاوز ١٠٠ ألف ليرة، لأنهم يشترون مادة المازوت من السوق السوداء لعدم حصولهم على المازوت المدعوم.
فيما قال الصياد أبو عمر: أزاول مهنة الصيد منذ الصغر، وقد ورثتها عن والدي وجدي، ويعد البحر بالنسبة لي الحياة، لكنني اعتزلت المهنة لأسباب عدة؛ أهمها ارتفاع تكاليف الإنتاج وعلى رأسها عدم توفر المازوت المدعوم وتوزيعه على الصيادين كل شهرين، في الوقت الذي يتوفر المازوت بالسعر الحر، حيث يباع بيدون سعة ٢٠ ليتراً ما بين ١٢٥-١٥٠ ألف ليرة، ويضيف: لذلك العزوف عن العمل أفضل بكثير من الخسارة.
أما أبو خالد فقد أشار إلى معاناته من ارتفاع سعر وسائل الصيد وأدواته وخاصة الشبك، إضافة الى ارتفاع أسعار المركب وأجور صيانتها، مطالباً بمنع استخدام الديناميت الذي يستنزف الثروة السمكية ويقضي على البذرة في البحر.
بدوره، أكد رئيس جمعية صيادي السمك في مدينة جبلة سميح كوبش لـ«تشرين» وجود صعوبات كبيرة تواجه مهنة الصيد، ما ينعكس على سوق العمل ومنها ارتفاع سعر الشبك المخصص للصيد إلى ١٠٠ الف ليرة للشبكة الواحدة، مضيفاً: ناهيك بأن المركب الواحد بحاجة إلى٢٠ ليتر مازوت للرحلة الواحدة بالسعر الحر بما يزيد على ١٠٠ الف ليرة، مشيراً إلى أن هناك مراكب محركاتها كبيرة تحتاج نحو ٤٠ ليتراً في الرحلة.
وبين كوبش أن هناك مخصصات من المازوت الحر المدعوم توزع على الصيادين مرة واحدة في الشهر بمعدل بين ٥٠- ٧٠ ليتراً، وهذا لا يكفي عدداً قليلاً جداً من المراكب في اليوم الواحد، موضحاً أنه يبلغ عدد الزوارق الموجودة في ميناء جبلة نحو ١٥٠ زورقاً، بالإضافة إلى ٦٠٠ صياد تقريباً أكثر من نصفهم عزفوا عن الصيد، مطالباً بحماية البحر من الصيد الجائر (بالديناميت) ووضع قانون رادع للصيد .
وبالتوازي مع عزوف عدد كبير من الصيادين عن المهنة، شهد سوق السمك في جبلة ارتفاعاً في الأسعار، حيث يباع كيلو سمك السردين بـ١٣ ألف ليرة، والطيار بـ١٥ ألفاً، والسلطاني بين ٤٠-٥٠ ألف ليرة، وسمك الغزال يتجاوز الـ٩٠ ألف ليرة، حيث قال أحد المواطنين: لم يعد في مقدورنا شراء السمك للتعويض عن اللحوم البيضاء والحمراء التي لم يعد في مقدورنا شراؤها أيضاً، وأضاف: أسعار السمك أصبحت خمس نجوم وأصبح لها زبائنها الخاصون، و إن أرخص أنواع السمك البالميدا أصبح سعره 17000 ليرة ولم يعد في مقدور أصحاب الدخل المحدود شراؤه.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة القوات الروسية تحسن تموضعها على عدة محاور.. وبيسكوف: المواجهة الحالية يثيرها الغرب