أمطار تشرين تنعش أسواق المواشي .. وأسعار اللحوم تتهيأ لارتفاعات جديدة
تشرين- عمار الصبح:
تتهيأ أسعار اللحوم الحمراء لارتفاعات جديدة بعدما عززت مكاسبها التي وصلت إليها، مدعومة بتحسن أسعار المواشي مؤخراً بفعل الأمطار التي شهدتها مناطق في المحافظة، ما عدّه المربون مؤشراً على انتعاش موسم الرعي الذي يساعد على توجه كثيرين نحو التربية والتسمين والإمساك مؤقتاً عن البيع.
وبين أحد تجار الماشية في درعا أن أسعار المواشي ارتفعت بمعدل 25% مؤخراً، فقبل أقل من شهر كان كيلو الخروف الواقف يباع بـ11 ألف ليرة، ليتجاوز خلال الأيام الأخيرة 14 ألف ليرة، فيما سجل كيلو الجدي الواقف 9 آلاف ليرة، بعدما كان يباع بـ6500، لافتاً إلى أن هذه الزيادة في الأسعار مردها إلى الأمطار التي شهدتها المحافظة خلال الشهر الجاري، والتي تعد مؤشراً على تحسن موسم الرعي، وهو ما يدفع المربين إلى الإحجام قليلاً عن البيع وتوجههم نحو التربية والتسمين، على أمل التقليل من تكاليف التربية وتخفيف فاتورة الأعلاف.
وسجلت أسعار اللحوم ارتفاعاً نسبياً في الأسواق إذ تجاوز سعر كيلو لحم الخروف الهبرة عتبة الـ35 ألف ليرة، مرتفعاً من 32 ألفاً، والعجل 30 ألفاً، وهي زيادة عدّها أصحاب محال القصابة نتيجة طبيعية لارتفاع أسعار المواشي.
وأكد صاحب محل للقصابة أن كلمة السر عند مربّي وتجار الماشية الذين يتحكمون بالأسعار بناءً على الزيادة في المعروض، ونتيجة لعدم قدرة البعض على تحمل تكاليف التربية وخصوصاً في المواسم الأقل مطراً والتي تتقلص فيها المراعي، فيتخلى المربون عن التسمين لصالح البيع، معرباً عن اعتقاده بأن تحتفظ أسعار اللحوم بمكاسبها، على الأقل إلى أن تحصل زيادة في عرض المواشي، وهذا لن يتم -حسب قوله- بسبب عزوف قسم كبير من المربين عن البيع حالياً.
وعن مدى تأثير انخفاض القدرة الشرائية على الأسعار، أشار صاحب محل القصابة إلى أن تراجع الطلب الشديد على شراء اللحوم، بفعل ضعف القدرة الشرائية، لم يؤدِ إلى انخفاض الأسعار لأنه لم يكن مدعوماً بعرض قوي من المواشي من قبل المربين.
وتنتشر تربية قطعان المواشي في جميع مناطق المحافظة ولكنها تتركز بشكل رئيس في الريف الغربي ومناطق طفس والصنمين وخربة غزالة، ويقدر عدد قطيع الأغنام في المحافظة بقرابة 900 ألف رأس، فيما يقدر قطيع الأبقار بـ42 ألفاً.
وأوضح رئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية زراعة درعا الدكتور عاطف العاسمي أن قطاع الثروة الحيوانية في المحافظة يشهد تحسناً ملحوظاً في الأعداد وهذا واضح من خلال تحسن الولادات في قطيع الأغنام الذي يبشر بعودة القطاع إلى سابق عهده، حيث تعد محافظة درعا من أهم موارد الثروة الحيوانية في سورية، لافتاً إلى أن المديرية ومن خلال دائرة الصحة الحيوانية تتابع حالة القطيع وتتواصل مع المربين بخصوص الأمراض السارية والمعدية وتتابع تنفيذ اللقاحات البيطرية اللازمة.