العتمة مستمرة!
يبدو أن ملف الكهرباء لا يزال يتأرجح بين أخبار وتحليلات وتصريحات وأسلاك شائكة لا كهرباء فيها! والأكيد أن الحديث عن ضرورة ضبط التقنين والعدالة الكهربائية لم يعد منطقياً, في ظل وصول القطع لأكثر من 10 ساعات في العديد من المناطق والمحافظات.
المشكلة المعلنة ومنذ سنوات طويلة في وزارة الكهرباء, أن كلام الصيف يمحوه كلام الشتاء, وأن كل ما يصدر من تطمينات بأن الشتاء سيكون دافئاً لا يجلب سوى المزيد من القطع الكهربائي والبرد, وكأن الشتاء لا موعد له يدهم فجأة كل مؤسساتنا الخدمية وليس فقط الكهرباء.
ما يثير الاستغراب هو ما يصدر عن الجهات المعنية بالكهرباء وعلى مدار العام, من أن المنظومة الكهربائية جاهزة لتلبية الطلب مع إعطاء مدة محددة لانتهاء الأزمة, ولكن يبدو أنهم لا يدركون فعلاً متى تنتهي الأزمة, ومتى تنتهي الأعطال, بل متى تتوفر مادة الفيول؟ وكل ما يحصل هو تصريحات ومسكّنات مع اشتداد فترات التقنين .
وهكذا تستمر العتمة, فما نحتاجه من التوليدات الكهربائية يعادل ضعف المتوفر, والأسباب حصار وقانون جائر وتجهيزات قديمة, طبعاً هذا ما تقوله التصريحات, أما الوعد الدائم فهو تحسين التيار الكهربائي وإعادة الدفء لأسلاك غابت عنها حرارة الكهرباء!
دائماً ما نسمع عن ضرورة تأهيل محطات التوليد, ومع ذلك يغيب التأهيل والإصلاح وتبقى الأعطال! أما الوضع الكهربائي فأقل ما يمكن أن يقال عنه إنه يشل الحياة الاقتصادية والاجتماعية, وإن كل ما وعدت به وزارة الكهرباء لجهة أن العام الحالي هو آخر السنوات العجاف ذهب أدراج الرياح, تلك الرياح وصديقتها الشمس التي ننتظر منهما خيراً .
بصراحة؛ اليوم حال المواطن مثل كرة يتم تقاذفها بين وزارتي النفط والكهرباء, بانتظار لمبة تضيء أو جرة غاز وبضعة لترات من بنزين أو مازوت, ونعتقد جازمين أنه لا يكفي تحديد برامج زمنية لانتهاء أزماتنا, والأهم هو الالتزام بتنفيذ تلك البرامج, وإلّا فإن ما يحدث هو تمرير للوقت فقط!