أكثرها على مشتقات الحليب واللحوم.. جمعية حماية المستهلك تدعو لتطوير عمل المخابر وأخذ العينات
تشرين- دانيه الدوس:
ربما أصبح تطوير المخابر وتوسيع الكادر الذي يعمل فيها لا بل إحداث مخابر حديثة جديدة أمراً ضرورياً لكشف طرق الغش المستحدثة في الأسواق حالياً والتي لم يحدد نسبتها أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة، لكنه أصرّ على أنها كبيرة لكن لا يمكن تحديدها بدقة إلّا من خلال الكشف عن طريق أخذ العينات والتحاليل والضبوط النوعية.
وأكد حبزة أن المشكلة لم تعد تكمن حالياً بالغش المتمثل بالنقص بالوزن أو الزيادة في السعر فقد أصبح هناك تفننٌ في أنواع الغش الذي يؤثر على صحة الإنسان، فمنهم من يقوم بوضع المبيضات للخبز إضافة إلى مادة المعون وهي مادة ممنوعة في إنتاج خبز الصمون لتحسينه لما لها من تأثير خطير على صحة الإنسان إضافة إلى ذبح الدواجن النافقة.
وأشار حبزة إلى أن الغش في المواد الغذائية يعد من أخطر أنواع الغش فهو يؤدي إلى أمراض وتدهور في صحة الإنسان كما أنه من الصعب ضبطه أو وصول عناصر الرقابة له بسبب وجود ورشات ما يسمى باقتصاد الظل تكون مخفية عن أعين الرقابة في الأقبية والمناطق المهجورة.
وأكد حبزة ازدياد نسبة الغش في الأسواق في الآونة الأخيرة والسبب برأيه يعود إلى عدة أسباب منها انخفاض القوة الشرائية للمواطن الأمر الذي يجعله يقبل على شراء مواد متدنية النوعية في سبيل الحصول عليها بمبالغ زهيدة، إضافة إلى قلة المواد الغذائية والموارد الطبيعية بمختلف أنواعها في الأسواق ما يجعله يستبدل بعض الأنواع بأخرى أرخص ثمناً وأقل جودة ناهيك بعدم وصول الرقابة التموينية إلى جميع منافذ الإنتاج بسبب تنوع هذه الأماكن وتوسع الرقعة الجغرافية لها وضعف الإمكانات الموجودة لدى الرقابة وعدم وجود مراقبين نوعيين.
تفنن في الغش
ورأى حبزة أن الغش المنتشر في الأسواق له عدة أنواع حسب نوع المادة إن كانت سائلة أو صلبة أو تقاس بالوزن فمثلاً في ظل ارتفاع حوامل الطاقة وعدم وجود مواد تلزم المستهلكين من البنزين والمازوت والغاز يقوم بعض الموزعين بإضافة الماء أو الغش بالمكيال من خلال وضع الوزنات من دون حلقات أو قطعة رصاصية في الميزان واللعب فيه. وهناك أنواع أخطر للغش وهي التلاعب بماهية ومكونات المادة الأساسية إن كانت غذائية أو غير غذائية تتم من خلال خلط الماء أو إضافة نوعين من البترول والتلاعب بعدادات الكازيات والمكيال الموجودة فيها.
وأكد حبزة أنه في الفترة الأخيرة من الأشهر السابقة ظهرت طفرات غير طبيعية بارتفاع الأسعار وقلة الموارد الحيوانية في السوق وعدم كفاءة الجهات الحكومية بمتابعة الأسواق بهذه المواد كالأجبان والألبان واللحوم والبيض ما أدى إلى ظهور طرق جديدة لعمليات الغش تمثلت بشكل أساسي في التوابل على اعتبار أنها تطحن ويصعب كشفها إضافة لارتفاع أسعارها الكبير حيث يتم خلطها بمواد غير صالحة أو إضافة بعض الأعشاب عليها كما يتم غش المسبّحة من خلال وضع المبيضات وتقليل نسبة الطحينة ناهيك بغش الحلاوة الطحينية عبر إضافة الزيت النباتي على أنه زيت سيرج وإضافة المبيضات المضرة بصحة الإنسان، مشيراً إلى أن وضع الأصبغة غير الصالحة للاستهلاك البشري لإضفاء لون وردي على المخلل قد انتشر انتشاراً كبيراً في الأسواق اليوم إضافة إلى وضع السمن النباتي المهدرج والقطر المصنع للحلويات، كما يتم جمع الزيوت من محلات الفراريج بعد أن يتم القلي فيها عدة مرات يعاد تكريرها وتوزيعها بشكل آخر بعد أن يتم التخلص من الشوائب ويضاف إليها مبيضات لتصبح زيتاً صافياً وهذه الزيوت تؤدي إلى أمراض خطيرة على الدم والكبد والقلب والشرايين.
لصاقات مزورة
وأشار حبزة إلى أن أكثر ما يتم غشه حالياً الأجبان والألبان واللحوم وذلك عبر إضافة حليب البودرة “الدوغما” غير معروف المصدر كما يتم غش اللحوم عبر الفرم المسبق وإضافة الصبغة الحمراء لها ليصبح لونها أحمر كما تتم إعادة تدوير المواد منتهية الصلاحية مثل رب البندورة والمربيات والمعلبات عندما تنتهي صلاحيتها حيث يتم جمعها من الأسواق وفتحها وإعادة طبخها مرة أخرى ونزع اللصاقة القديمة ووضع لصاقة جديدة بتاريخ حديث.
وشدد حبزة على ضرورة أن يكون تاريخ الصلاحية وانتهاؤها مطبوعاً على العلبة وغير قابل للشطب والإزالة إضافة لتفعيل دور مديرية الشؤون الصحية في المحافظة ومراقبة المسالخ وتقيدهم بالشروط الصحية إضافة لأخذ عينات يومية من جميع الأصناف الغذائية وإحداث مخابر جديدة وردف المراقبين الحاليين بمراقبين جدد وزيادة أعدادهم والحرص الدائم على مراقبة الأسواق وما فيها من منتجات.