نحو 6000 زائر عربي وأجنبي أمّوا اللاذقية خلال الموسم السياحي.. مدير السياحة: نتعاون مع شركائنا لدعم السياحة الشتوية
تشرين – صفاء إسماعيل:
على الرغم من أن الموسم السياحي الماضي لم يرتقِ إلى مستوى توقعات وزارة السياحة، التي خططت لأن يكون موسماً غير مسبوق، إلا أنه كان جيداً، وفق الإمكانات المتاحة والظروف التي لن تكن مؤاتية لحركة إقبال نشطة، خاصة في ظل تقنين كهربائي طويل، وصعوبة تأمين الوقود الذي يشكل العصب الأساسي للسياحة.
وأكد مدير سياحة اللاذقية فادي نظام ل”تشرين” أن الموسم السياحي كان جيداً، على الرغم من أنه كان متوقعاً أن تكون نسب الإشغال لهذا العام غير مسبوقة، عازياً السبب وراء ذلك إلى ظروف الحصار الجائر و العقوبات المفروضة على الشعب السوري و التي أدت بدورها إلى تردي الواقع الكهربائي والنقص في المحروقات، واللذين كانا سبباً في عدم بلوغ نسب الإشغال المرجوة.
وعلى الرغم من عدم ارتقاء الموسم السياحي للمستوى الذي كان متوقعاً، إلا أنه شهد، حسب نظام، تحسناً ملحوظاً في حركة القدوم السياحي من الخارج، لهذا العام عن العام الماضي، مدللاً بقدوم نسبة لا بأس بها لسيّاح عرب و أجانب، خاصة بعد القرار الحكومي بإعادة افتتاح المعابر البرية و الجوية، مشيراً أيضاً إلى أنه كان هناك قدوم لافت للمغتربين.
ووفقاً للبيانات المتوافرة لدى مديرية السياحة، بيّن نظام أنه أمّ اللاذقية حوالي 3500 مصطاف من دول: العراق، لبنان، الأردن، مصر، بالإضافة لدول الخليج، فيما بلغ عدد الزوار الأجانب حوالي 1920 نزيلاً من دول: روسيا، إيران، إيطاليا، باكستان، الهند.
واللافت أيضاً في المشهد السياحي للمحافظة خلال الموسم، الحركة النشطة للمجموعات السياحية، خاصة في ظل قيام بعض المنشآت السياحية بتقديم عروض تخفيضية في شهري أيلول و تشرين الأول قبل انتهاء العطلة الصيفية، ناهيك عن حسومات في الجهات التابعة للوزارة تصل حتى 50%، مشيراً إلى أن أغلبية المجموعات السياحية كانت تأتي من دمشق، حلب، السويداء، سواء كانت مجموعات نقابية أو طلابية أو عن طريق مكاتب سياحية.
وإذ أكد نظام أن أسعار الحجوزات في موسم الصيف، تبقى الأسعار ثابتة حسب القرارات الناظمة لتقاضي بدل الخدمات في المنشآت السياحية، إلا أنها تشهد انخفاضاً خلال شهري نيسان وأيار، قبل الموسم، وخلال شهري أيلول وتشرين الأول عقب انتهاء الموسم، حيث تقدم المنشآت السياحية، خاصة التابعة لوزارة السياحة، عروضاً وتخفيضات بالأسعار خلال هذه الأشهر.
وحسب نظام، واستناداً لما أطلعه عليه أصحاب منشآت سياحية، أنه نتيجة العروض المقدمة، فإن المنشآت شهدت حركة إقبال أكبر من شهري تموز وآب، واللذان يعدان ذروة الموسم السياحي، لافتاً إلى وجود فنادق من سوية خمس نجوم تعود ملكيتها لوزارة السياحة وتعود إيراداتها لخزينة الدولة.
وفيما تشهد أسعار المنشآت السياحية المصنفة بالنجوم ارتفاعاً لاهباً في الأسعار، يبقى لأصحاب الدخل المحدود حيز للاصطياف في منشآت السياحة الشعبية، إذ أشار نظام إلى حرص الوزارة على استمرارها بالتدخل الإيجابي في إطار السياحة الشعبية من خلال الشركة السورية للسياحة والنقل، مدللاً بمنتجع لابلاج في وادي قنديل، ومسبح الشعب في الرمل الجنوبي، لتقديم الخدمات السياحية بأسعار رمزية.
بينما تشكل اللاذقية قبلة السياحة ومركز الاستقطاب صيفاً، تتراجع عن الواجهة شتاء لتدخل في سبات شتوي قسري، على الرغم من امتلاكها مقومات طبيعية تؤهلها لتكون قبلة للسياحة الشتوية.
وفي هذا الصدد، قال نظام: يتركز الموسم السياحي في فصل الشتاء على المنشآت السياحية الواقعة ضمن المدينة، وبعض المنشآت الواقعة خارجها و التي تمارس نشاطها في فترة عطلة نهاية الأسبوع، مبيناً أنه سيتم إقامة فعالية رياضية “كأس العالم” خلال الشهر الحالي وهي تساهم في تنشيط الإقبال على المنشآت السياحية حيث تقوم بعض المنشآت بتقديم عروض و حسومات خلال هذه الفعالية بما يسهم في زيادة نسب الإشغال.
ويرى نظام أن مقومات الجذب السياحي للموسم الشتوي موجودة خاصة في كسب وصلنفة وريف جبلة لاسيما في موسم تساقط الثلوج ونعمل بالتعاون مع شركائنا للاستثمار في القطاع السياحي لدعم السياحة الشتوية ونشاطاتها و توسيع هذه الاستثمارات وخاصة في المرتفعات الجبلية.
وفي إطار تنشيط السياحة في اللاذقية، أكد نظام أن وزارة السياحة تعمل وفق خطة متدرجة لجذب الأسواق الصديقة كالسوق السياحي الروسي والذي يعتبر من أهم الأسواق المستهدفة وخاصة في السياحة الشتوية، وتنظيم رحلات لمجموعات سياحية وذلك بالاعتماد على العلاقات السياسية التاريخية والشراكات الاقتصادية بين البلدين، بالإضافة لاستهداف الوكالات الإعلامية ولاسيما المتخصصة في الشأن الاقتصادي والسياحي و الاعتماد على التبادل الثقافي و الفني و الموسيقي والرياضي.