المبادراتُ الخيريّة «بركة التجارة».. رجلُ الأعمال وسيم القطّان: عددٌ محدودٌ من رجال الأعمال يدركون المعنى الحقيقي لمفهوم المسؤوليّة الاجتماعيّة
تشرين:
ثمة دورٌ لرجل الأعمال في « إطفاء حرائق الأزمة» وتخفيف وطأتها عن المواطن، وهذا ليس مجرّد دور الحكومة أو بمفهوم أوسع الدولة، ففي زمن الحرائق تغدو مهمة الإطفاء ليست اختصاص رجل الإطفاء وحده، بل يتحوّل المجتمع كلّه إلى إطفائيين.
طالما كان ثمّة تساؤلٌ عن المسؤولية الاجتماعية لقطاع الأعمال بكل رجالاته في التخفيف من آثار الأزمة على البلاد والعباد، وبقي الموضوع مطرح جدل عقيم، لكن بين أيدينا اليوم وجهات نظر بالغة الجدية والجرأة أيضاً، من رجل أعمال عُرف بمبادراته الطيبة، أو يده البيضاء الممدودة لكل محتاجٍ.
في الواقع كانت لافتةً صراحة رجل الأعمال وسيم القطان أمين سرّ غرفة تجارة دمشق، في إجابته عن سؤال لـ « تشرين» بشأن هذا الموضوع، حين عدّ أن المسؤولية الاجتماعية بمفهومها الخاص أهمّ من التجارة في حدّ ذاتها، واصفاً إياها بأنها «بركة التجارة» وتقوم على المشاركة بعيداً عن مفهوم الصدقة.
لكن ما ينقص هذا الجانب هو وجود درايةٍ حقيقيةٍ بمفاهيم المسؤولية الاجتماعية التي تتطّلب برامج توعية، مبيناً أن عدداً محدوداً من التجار والصناعيين ورؤوس الأموال الكبيرة يملكون مفاهيم المسؤولية الاجتماعية بمعناها الحقيقي.
وطرح عدة أمثلة عن مبادرات كان لها أثرٌ فعال على أرض الواقع، وانطلقت من مبادئ المسؤولية الاجتماعية، قائلاً: منذ سنوات عملنا على تخصيص أماكن لبيع مواد غذائية بسعر التكلفة فقط، ونتحمّل ما يرتبط بتكاليف نقلها وتغليفها بالكامل، وتصل للمستهدفين بسعر مناسبٍ لا يتعدى التكلفة الأولية..كما أن القطان لا يجد أيّ مغالطة في خلق نوع من التنافس العلني بين التجار لفعل الخير أو للتبرع بمبالغ لأهداف محددة، وطرح أمثلةً عن مبادرات مختلفة لرجال الأعمال في هذا الإطار، تضمنت نوعاً جديداً من المسؤولية الاجتماعية، كانت قائمةً على الدفع في العلن إذ يقول: كما نتباهى بأنواع السيارات التي نمتلكها وبمواصفاتها، لا يوجد ضررٌ أيضاً من التنافس العلني على فعل الخير والتصريح بالمبالغ المدفوعة ضمن التجمعات التي تخصص لهذا الغرض.
في حين أشار الدكتور ياسر كريم- عضو مجلس غرفة تجارة دمشق إلى أن المسؤولية الاجتماعية للتاجر أو رأس المال تكمن في الحفاظ على استمرار الطاقة العاملة لديه وفتح مجالات أخرى للتشغيل واستقطاب الطاقات الجديدة لسوق العمل، إلى جانب الإصرارعلى العمل وامتلاك الخبرة والشجاعة للوصول إلى الهدف، بدلاً من حصر المسؤوليّة الاجتماعيّة بصورة الصدقات التي تعدّ أسوأ أنواع العطاء وآخر الحلول؛ فالعمل الاجتماعي الاقتصادي هو البنية الأساسيّة لاقتصاد متماسكٍ ومستمر قائم على ربط الاقتصاد بالمجتمع وقيمه الصحيحة.