«الجذورُ تأبى أن تموت» في ملتقى التراث اللامادي في حماة
تشرين- سناء هاشم:
شهد ملتقى التراث اللامادي الذي احتضنته مديرية ثقافة حماة عناوين عدة ومهمة تحت عنوان «صفحات مضيئة من إنسانيتنا».. وتكفلت هذه العناوين بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب، بتقديم تعريف حضاري لبعض عناصر التراث اللامادي للمجتمع السوري وإظهار إنسانية هذا التراث، وإضافة لما هو متعارف عليه، فإن التراث اللامادي يضم مكونات تمدّن وعراقة وأصالة المجتمع وأقانيم تماسك ووحدة هذا المجتمع.
وأكد مدير ثقافة حماة سامي طه لـ«تشرين» أن الملتقى الفكري، هو خطوة من الخطوات المتعلقة بالتراث اللامادي، والتي تحرص وزارة الثقافة على رعاية التعريف به وتوثيقه محلياً وعالمياً من خلال تسجيل عناصرهذا التراث في اليونيسكو.
ولفت طه إلى أن ثقافة حماة أقامت ملتقيات ومهرجانات كثيرة في هذا الشأن، وذكر أن من هذه الفعاليات مهرجان قطاف الفستق الحلبي والاهتمام بما يرافق مواسم القطاف من عادات اجتماعية تبدي التعاون والمحبة، وأيضاً الأغاني والأهازيج الشعبية، فضلاً عن مهرجان حرفة صناعة الناعورة ومهرجان قطاف الوردة الشامية. وأكد طه أنه في برامج المديرية الكثير من هذه العناوين التي تشير إلى عراقة و حضارة مجتمعنا العربي السوري.. وفي سياق متصل، لفت مدير الثقافة إلى أن القضاء على نسيج مجتمعنا المتمدن وثقافته، كان من أهم أهداف الحرب الإرهابية الظالمة على وطننا، موضحا أن الجذور تأبى أن تموت؛ وأن مجتمعنا بأبنائه و تراثه وحضارته وقيادته وجيشه الباسل، شكّل ويشكّل السد المنيع في وجه أي استهداف حاقد، منوهاً بأن الرد على أعداء الوطن يكون أيضاً بثقافتنا و هويتنا.
تجدر الإشارة إلى أن عدة محاور استعرضها ملتقى التراث اللامادي، إذ شارك الأديب سامي طه بمحور عن «التراث اللامادي ..هوية و أصالة»، وتحت هذا العنوان تحدّث عن معنى التراث اللامادي، وتأسيسه لمكونات وروابط حضارة مجتمع وعن خصوصية المجتمع السوري وعراقته و تفرده بكثير من عناصر هذا الإرث الإنساني و جهود وزارة الثقافة في تسجيل هذه العناصر على لائحة التراث العالمي.
أما المحور الثاني فقد تضمّن موضوع «الأمثال الشعبية» إذ قدّم رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في حماة مصطفى صمودي محاضرة استعرض خلالها مراحل تشكل التراث الإنساني، ومنها الأمثال الشعبية وارتباطها بذاكرة المجتمع وخصوصية كل مجتمع بأمثال تتفق وحياته وظروفه، وفي هذا الجانب قدّم صمودي أمثلة كثيرة عنها ومعانيها. وضمن فعاليات اليوم الثاني للملتقى كان اللقاء الفكري مع الدكتور أنس بديوي، إذ تحدث عن« المواويل الشعبية ..الشرقاوي أنموذجاً » و الشاعر رضوان السح و بحثه القيّم « السير الشعبية ..سيرة الحلاج أنموذجاً ».
ومن الجدير ذكره أن التراث اللامادي يصنف في عدة مجالات، التقاليد وأشكال التعبير الشفهي «وتشمل اللغة والحكايا الشعبية والأمثال»، والفنون الحرفية التقليدية «مثل الموزاييك ونفخ الزجاج والحفر أو النقش على النحاس» فنون وتقاليد أداء العروض «مثل الدبكة والأغاني والموسيقا ومسرح خيال الظل. »، وأيضاً الممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات «طريقة اللباس والمطبخ ولعب الأطفال والأعراس»، والمهارات والتقاليد المتعلقة بالطبيعة والكون والتي تنبع من اختلاف البيئة المحيطة.