سؤال محرج وجواب أكثر إحراجاً… ماذا وراء غياب انعقاد مجالس الأولياء في المدارس..؟!
تشرين- دينا عبد:
تعد مجالس أولياء الأمور إحدى أهم آليات التفاعل، وتحقيق التنسيق بين الأسرة والمدرسة، على اعتبارهما الطرفين المسؤولين عن تنشئة التلميذ، والبحث عن السبل التي تحقق التربية السليمة، وحل المشاكل الدراسية والصحية التي تعترضهم.
ولكن لماذا تلاشت مجالس أولياء الأمور وغابت، ولم تعد تعقد وإدارات المدارس لم تدعو الأهل إليها؟
وهل يكفي يوم واحد لزيارة الأهالي للمدرسة للاطلاع على أوضاع أبنائهم؟
فالوظيفة الأساسية لهذه المجالس -حسب ما سردته ميادة محمد (معلمة)- هي تحقيق التوازن والتكامل بين المدرسة والأسرة؛ فهذه المجالس بيئة خصبة لإغناء التعليم، لأنها توفر فرصة للاطلاع والتنسيق وتحسين المستوى التعليمي للتلاميذ، من خلال مشاركة وتعاون الأسرة وإبداء الرأي والملاحظات ومعالجتها إن وجدت.
التواصل ركيزة أساسية
بدورها رئيسة دائرة البحوث في مديرية تربية دمشق إلهام محمد قالت: التواصل بين الأسرة والمدرسة ركيزة أساسية لمتابعة العملية التعليمية؛ والأهل هم المشارك الرئيس في الخطة المدرسية، للوقوف على نقاط القوة والضعف وتقديم العون للمدرسة في مجالات مختلفة؛ فالتواصل بين الأسرة والمدرسة يساعد في التعرف على الظروف التي يعيش فيها التلميذ.
عزوف أولياء الأمور
هناك ظروف تتحكم بالأهل قد تمنعهم من زيارة المدرسة تحدثت عنها محمد من أهمها: ظروف العمل وأعباء الحياة؛ أو قد يكون توقيت مجلس أولياء الأمور لا يناسب البعض فيلتزم البعض بالحضور والكثيرون لا يحضرون.
نفور بعض الأهالي من الكادر التدريسي والإداري في المدرسة، نظراً لطريقة بعض الإدارات في استقبال الأهالي، إضافة إلى توجيه الاتهامات والتقصير.
وهناك سبب يمنع الأهالي من الحضور، هو عدم الخروج من هذا الاجتماع بأفكار تهم الأولياء على المستوى الشخصي.
عقدها أكثر من مرة
وفي ردها على عدم عقد هذه المجالس كل أسبوع، قالت رئيسة دائرة البحوث: من الضروري عقد مجلس الأولياء أكثر من مرة في الفصل الدراسي، بداية الفصل الأول للتعرف على خطة المدرسة، وما هو الجديد في هذا العام، وتوضيح جميع البلاغات والتعميمات الخاصة بالعملية التربوية للأسرة؛ ويجب عقده مرة أخرى بعد صدور نتائج المذاكرات للوقوف على نقاط الضعف عند التلاميذ، وكيفية تلافيها قبل الوصول للامتحان؛ وكذلك بعد صدور نتائج الامتحان الأول للاستفادة من النتائج والترميم؛ مبينة: ليس المهم كثرة المجالس وعددها، ولكن المهم ما يطرح من أفكار ومناقشة ظواهر تربوية تهم من حضر من الأهل مع تقديم إستراتيجيات لحل مشكلات ترضي الأهل وتساعدهم في متابعة أولادهم.
أهمية عقد مجالس الأولياء
وزارة التربية أكدت أهمية عقد مجالس أولياء الأمور، إضافة لتشكيل مجلس مصغر يجتمع أفراده ضمن فترات زمنية متقاربة، لمناقشة بعض القضايا المستعجلة وإمكانية إيصال هذه الرسائل للأهل.
تفعيل دور الإرشاد
بدورها أكدت مديرة البحوث في مديرية تربية دمشق بأنه تم تفعيل دور الإرشاد النفسي والاجتماعي في مجالس أولياء الأمور، حيث تم تحويل الكثير من هذه المجالس إلى ندوة تربوية، يتم من خلالها طرح مشكلة ملحة تهم الأهل والمدرسة، وتتم مناقشتها في المجلس، إضافة إلى تكريم الطلاب المتفوقين أمام الأسر، والإضاءة على مشاريعهم التي يقدمونها واستثمار مواهبهم في هذا المجلس.