مرارة تكاليف إنتاج العسل تفقد المربين حلاوة طعمه..!

تشرين- طلال الكفيري:
معاناة مربي النحل في السويداء لا تقل مرارة ووجعاً عن معاناة مربي الثروة الحيوانية، ومزارعي الأشجار المثمرة، خاصة في ظل التحليق غير المسبوق لأسعار مستلزمات الإنتاج، التي أصبحت بمنزلة الهم المقلق “لبال” الفلاح والمربي معاً.
فمن أوجاعهم المستعصية على المداواة وحسب ما قاله بعض المربين لـ”تشرين” هو وصول سعر كيلو التغذية الشتوي “كاندي” إلى أكثر من سبعة آلاف ليرة، ووصول سعر الإطار الواحد من الشمع إلى ٢٥٠٠ ليرة، وسعر الصندوق الخشبي الواحد إلى نحو ٩٠ ألف ليرة، إضافة لارتفاع أسعار الشرائح المخصصة لمكافحة آفة «الفاروا» حيث وصلت إلى ٢٠ ألف ليرة.
بينما “الوجع” الآخر المؤرق لمربي النحل هو تراجع فاعلية الأدوية الموجودة في الأسواق المحلية، إضافة لقلة المراعي الخاصة بالنحل، المترافق مع عدم انتشار المراعي المروية مثل اليانسون وحبة البركة وعباد الشمس والقطن.
عدا عما يلحقه الدبور الأصفر من أضرارٍ بخلايا النحل خاصة في فصل الشتاء، لكونه يتعايش مع النحل داخل الخلية ومن غير الممكن التخلص منه أو منعه من دخولها لكون حجمه متقارباً مع حجم النحلة، إضافة إلى خطر الدبور الأحمر الذي يكثر في فصل الصيف، والذي يشكل خطراً حقيقياً على تربية النحل وخاصة في الأماكن التي لا يعتمد المربون فيها على الترحيل، لتبقى المعاناة الأشد ألا وهي ما قد تتعرض إليه خلايا النحل من تسمم نتيجة قيام المزارعين برش المبيدات الحشرية لأشجارهم المثمرة، التي يتغذى عليها النحل.
بدوره أشار معاون مدير زراعة السويداء المهندس علاء شهيب إلى أن إنتاج المحافظة من العسل هذا الموسم وصل إلى /١٦/ طناً بزيادة مقدارها أربعة أطنان عن إنتاج الموسم الماضي، وهذا مرده إلى أن تربية النحل على ساحة المحافظة قد بدأت بالتعافي بعد أن تعرضت لعدد من الانتكاسات خلال المواسم السابقة، وتربية النحل تعد من المشاريع التي لها عائدية اقتصادية جيدة تساهم في تحسين دخل الأسر، مشيراً إلى أن عدد خلايا النحل في المحافظة يبلغ ٤١٠٠ خلية ويبلغ عدد المربين ٣١٠ مربين.