بعد إقصائه نحو المناطق الأقل مطراً.. زراعة الشعير في درعا على قيد «التريث»
تشرين – عمار الصبح:
فيما شرع البعض من فلاحي درعا بتجهيز أراضيهم لزراعة محصول الشعير الذي حان موعد زراعته حسب الروزنامة الزراعية، فضّل كثيرون التريث أكثر منتظرين المزيد من الهطولات المطرية ومعرفة وجه الموسم واتضاح الرؤية، خصوصاً بعد التوجه نحو إيقاف زراعة الشعير من منطقة الاستقرار الثانية وحصرها في منطقة الاستقرار الثالثة والرابعة ذات الهاطل المطري الأقل، وهو توجه وصفه فلاحون تحجيماً لزراعة أنماط مهمة من المحاصيل وخروجها لاحقاً من طور المحاصيل الأساسية.
فلاحون أشاروا في حديثهم لـ«تشرين» إلى أن زراعة الشعير هي أقل تكلفة من القمح لجهة البذار والحراثة والأسمدة وأجور الحصاد، كما أنه لا يحتاج كما يحتاج القمح إلى نسب هطول مطري عالية، إضافة إلى أن فترة نموه أقصر، وهو ما قد يدفع الكثيرين للاستمرار بزراعته بصرف النظر عن الخطة الزراعية التي جرى اعتمادها، فالفلاح اليوم بات ينظر وأثناء زراعته لمحصول معين إلى ما قد يتكبده من خسائر قبل أن ينظر إلى الربح المتوقع، على حد رأيهم.
وقال أحد الفلاحين من منطقة الصنمين التي تصنف مطرياً كمنطقة استقرار ثانية: أياً كانت الاعتبارات التي دفعت باتجاه إيقاف زراعة الشعير في منطقة الاستقرار الثانية، فإن هذه المنطقة تعد بيئة ملائمة لزراعة المحصول لأن نسبة الهاطل المطري فيها مقبولة ومناسبة لزراعة الشعير على عكس منطقتي الاستقرار الثالثة والرابعة التي تقل فيها نسبة الهطول المطري ولا ينجح فيها الشعير سوى في السنوات المطيرة، أما في مواسم الجفاف، تتدنى نسب الإنتاج وصولاً إلى الصفر كما حدث في الموسم الماضي.
وأضاف الفلاح: من الضروري أن تفرد مساحات أكبر لزراعة القمح، ولكن ليس على حساب محاصيل أخرى كالشعير والذي يعد من المحاصيل المهمة التي تجري زراعتها في المحافظة ويتم الاعتماد عليها لتربية قطعان الثروة الحيوانية، لذلك فإن تحديد زراعة المحصول بمنطقة من دون غيرها سيؤدي إلى تحجيم زراعته أكثر وخروجه تالياً من قائمة المحاصيل الأساسية في المحافظة.
وتقدر المساحات المخططة لزراعة الشعير خلال الموسم الحالي حسب أرقام مديرية الزراعة، بـ32422 هكتاراً، بزيادة تقارب 3000 هكتار عن المنفذ في الموسم الماضي، وهي زيادة أثارت استغراب كثيرين، سيما مع إيقاف زراعة المحصول في المناطق الأوفر حظاً بالمطر، ما يعني الإحجام عن زراعة هذا المحصول، وتالياً خروج مساحات كبيرة من الزراعة وليس العكس.
وأوضح مدير الزراعة في محافظة درعا المهندس بسام الحشيش أن زراعة محصول الشعير في المحافظة بدأت وهي في تزايد مضطرد مع مرور الوقت، حيث تتركز زراعته في منطقتي الاستقرار الثالثة والرابعة، أما منطقتا الاستقرار الأولى والثانية فثمة توجه نحو إيقاف زراعة الشعير فيهما باستثناء عقود الإكثار وبعض المناطق الهامشية، لافتاً إلى أن احتياجات محصول الشعير أقل لجهة المياه والظروف المناخية المناسبة بالقياس لمحصول القمح الذي جرى تخصيصه بجميع المساحات المتاحة ضمن منطقتي الاستقرار الأولى والثانية لأهميته الاقتصادية.
وبين الحشيش أن المديرية اتخذت جميع الإجراءات الكفيلة بتسهيل عملية منح التنظيم الزراعي الذي يخول الفلاح الحصول على مستلزمات الإنتاج وخاصة المحروقات، وتسعى مع الجهات المعنية ولاسيما لجنة المحروقات الفرعية لاستدراك النقص في كمية المحروقات المخصصة للزراعة، مشيراً إلى أنه سيتم في اجتماع لجنة المحروقات القادم، مناقشة كمية المحروقات التي يمكن منحها للفلاحين حسب المتوفر.