لقطات

1
كلما أقيمت أمسية شعرٍلأحد الشعراء يرافقه عازف على آلة موسيقية، تعاد مناقشة صحة هذه الأمسية من عدمها، فتجد الشعراء الذين يتوافر لهم من يرافقهم على آلته في أمسية، من أشد المشجعين والمدافعين عنها، في حين لا يوافق على ذلك شاعر لا يعرف موسيقياً يمكن أن يرافقه في أمسية مشتركة، لكن المسألة يفترض مقاربتها على النحو الآتي، إن كان الشعر على صلة بالموسيقا فلا يعني صحة مرافقة عازف للشاعر وهو يلقي شعره، سواء أضفى على الأمسية جواً خاصاً أم لم يضف، فالصورة تبدو هكذا كأننا نقول: الشعر ضعيف الحضور، لدرجة يجب على الشاعر أن يستعين بالموسيقا على يد عازف ماهر، ورغم عدم صحة هذا الافتراض، فلماذا لم نسمع عن عازف موسيقي استعان بشاعر في أمسية له؟
2
كلما أقيم نشاط لفرع اتحاد الكتّاب العرب في حمص نتفقد الصور المنشورة على صفحة الـ «فيسبوك» الخاصة به، إن لم يتسن لنا الحضور فلا نشاهد أعضاء الاتحاد بين الحضور، فلماذا إذاً انتسبوا له؟ فأغلبهم ما إن تقبل عضويتهم حتى يغيب عن متابعة الأنشطة رغم الدعوات التي ترسل للأعضاء على هواتفهم تخطرهم بكل الفعاليات، كما يغيبون عن تكريم هذا الزميل أو تأبين ذاك الزميل! فإن لم تحضروا أنشطة المؤسسة التي تجمعكم فلماذا انتسبتم إليها، ألا يتابع لاعب ما مباريات فرق النادي الذي هو أحد أعضائه؟
3
لا تزال نزعة الاعتداد بالشاعر أو القاص أو الروائي الأول في هذا البلد أو ذاك، تسيطر على عقلية البعض منا نحن الذين نستهلك الإبداع بكل حرفية وشغف، رغم عدم صحة هذه النزعة. فمسألة الأديب الأول في المقاييس الإبداعية، هو من أعطى نتاجاً حقق فيه نقلة نوعية وسط ما ينتج، ومثل هذا المبدع لا يمكننا أن نشهده إلا كل نصف قرن أو أكثر، فليس من ضرورة حتمية مرتبطة بزمن محدد لولادته، فقد تمر سنوات طويلة حتى نشهد حضور مبدعين كنزار قباني، أو فاتح المدرس، أو سعد الله ونوس، أو محمد الماغوط، أو صباح فخري، أو أمير البزق محمد عبد الكريم، ومن يماثلهم في حقول إبداعية أخرى. فلا يُعيب إبداعنا المتنوع حالياً عدم وجود هذا المتميّز الذي قدّم تجاوزاً في مجاله.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار