بشرى البشوات «طفلةٌ لوّثت فستانها»

تشرين-رفاه حبيب:

عن دار نينوى للنشر والتوزيع في دمشق، صدر كتاب «طفلة لوّثت فستانها»، وهو مجموعة شعرية للكاتبة بشرى البشوات.. نجد فيها لغة جذلى قريبة للقارئ، وكأنها سرد قصصي ممتع، تأخذنا إلى عالمها الخاص المشبع بالأسى وحلم الرجوع، لغة تعدّ من مناخات السهل الممتنع لما تملكه من جمالية وحَبكٍ مُتقَن للأحداث، وبتفرد فني عال يُحسَب للشاعرة، أجادت فيه التنقل بين الأفكار بسلاسة ورُقي.
ومابين نزوح وغربة نقرأ استيقاظ جذوة الحرف الخامد تحت رماد القهر، معلنة ولادة مجموعة شعرية تضجّ بالجمال وخصوبة الأفكار.. فمن أرض المغترب خطّت لواعج عشقها المُدمّى بالوجع، في كتاب ضمّ لوحات شعرية ثرية.. إذ تأخذنا الشاعرة معها عبر بواباتها الست التي قسّمَت إليها الكتاب،تاركةً لنا حرية الولوج داخل كل باب، لنستشف الجمال القابع خلفه، إذ نجد أنفسنا أمام هالة من البهاء والدهشة ونخرج بعدها ممتنين لهذه البشرى.
بدأت الشاعرة أبواب الكتاب بالأم.. تلك الأم المُتعبة، التي حملت ولاتزال على كتفيها شقاء التشتت، وهمَّ البنات، فتقول الشاعرة :
أنا لا أكذب..
فقد أخبرتكم قبل الآن
أن أمي هي بائعة الحليب تحت السوق المسقوف
لها جناحان أسودان،
وعندنا كلب يقضي يومه لاعقاً وقته..
أمي تربّي تابوتاً في ظلها
تغشّ الناس،
تكيل بمكيالين
وتضيف كل نهار خيبة إلى مكيالها»
وفي باب آخر، تقول عن والدها :
«خمسة وثلاثون عاماً من الأشجار
التي لم تمت من الوحدة
في البيت
شقيقات وإخوة
أبٌ مربوع القامة بكتفين عريضين
يمشي في ليل أطول منه
أحب البلاد التي هام فيها
والنساء اللواتي رتّبن ثيابه دون أمي…»
وعند الأسماء ندخل معها إلى عالم آخر من الجمال إذ تقول :
«أنا بِكرُ أمي
سجادة صلاتها بعد الثلاثين،
أنا أولى الست
أكبرهن وأوجعهن،
اليد التي لوّحت لهنّ متأخرة
أربعين شتاءً..
سمّاني أبي
فأنا أول العنقود
سمّاني كناية عن بشارته
في خمسة أقمار سيأتين بعدي
وُلِدتُ في أواخر آذار
في مخاض هيّن
انزلقتُ مع مائي
فصاحت النسوة
إنها بنت….»
وعن الحب والحبيب تحدثنا عن رقصهما على إيقاع الحرب، وتُدخِلنا إلى باب الأصوات لتحكي عن مِحن مرّت بها ولاتزال فتقول :
«الحرب لا تترك لنا فرصة لنضع حمرة الشفاه،
سيظل شعري معقوداً كذيل حصان،
لأن فرساً بداخلي قد شاخت..
مامن امرأة تطمر خوفها وتذهب
إلى الحب في الحرب..
تُحيلُ الأنوثة الحب إلى الأسئلة
فالرجال الذين يصنعون الحرب
لا بودّعون الحبيبات…
وتختم قائلة :
«المرأة التي تسبح داخلي؛
تعطش في الصباح فقط
تترك الأغطية في حلق السرير،
ترخي ستائر الشبق
لأن شمسه نبتت في أصيص.»

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة القوات الروسية تحسن تموضعها على عدة محاور.. وبيسكوف: المواجهة الحالية يثيرها الغرب