وضوح الشمس
كانت حلب سباقة دوماً إلى ممارسة اللعبة الشعبية الثانية «كرة السلة» وعملت طوال مسيرتها من خلال مختلف أنديتها على تحقيق الإنجازات والمشاركة في مختلف الاستحقاقات الإقليمية والدولية، وقد حجزت لها مكانة مرموقة إلى جانب الأندية السورية وتركت بصمة لا تنسى.
بعد أن اندمج مع نادي الشبيبة في سبعينيات القرن الماضي ليشكلا نادي الجلاء حالياً «الشبيبة» الذي ركز اهتمامه على اللعبة الشعبية الثانية التي تميز فيها، وحقق بطولة سورية سنوات عدة.
وإذا ابتعدنا قليلاً عن لعبة السلة لنوسع مروحة الحديث عن بقية الألعاب التي كانت تمارسها الأندية في ذالك الوقت، نستذكر نادي الشهباء نفسه، حيث كان اهتمامه منصباً على اللعبة الشعبية الأولى «كرة القدم» ليوسع من دائرة نشاطه الكروي حين أسس فريقاً كروياً «الجنس الناعم» ليأتي بعدها ويعمق هذه التجربة المميزة فرع حلب لاتحاد شبيبة الثورة الذي اهتم بشكل ملحوظ بهذه الفئة أيضاً، ليأتي بعدها نادي التمريض الذي اهتم هو الآخر بفئة الناعمات فقط.
اليوم، ومع الأسف الشديد لم نعد نرى في حلب مهد الكرة السورية «الذكور والإناث» تعج بفرق كروية، والدليل أنه لم يتبق سوى فريق وحيد في دوري الأضواء هو «أهلي حلب» الاتحاد سابقاً.
في اعتقادنا أن هنالك جملة من الأمور التي جعلت هذه الأندية وغيرها تصرف النظر عن ممارسة هذه الألعاب، في طليعتها فشل بعض الإدارات المتعاقبة وانصرافها فقط لممارسة كرة القدم التي كانت تستحوذ على الحصة الكبرى من أموال الأندية من دون تحقيق فوارق إيجابية فيها طول العقود الماضية.
لا شك في أن هذا الأمر يتطلب متابعة حثيثة من القيادة الرياضية للتعمق أكثر في الأسباب التي هي واضحة بطبيعة الحال وضوح الشمس، والسعي لتلافيها، لكي لا نغوص أكثر فأكثر في العواقب، وتبقى هذه الأندية في ظل الإهمال وتبقى تدور في دائرة النسيان.