في رصيده أربعون كتاباً أحمد عمران الزاوي وبحثه حول (المرأة في مواجهة التحدي)
تشرين- رفاه حبيب:
لم يكتب في القانون بالرغم من كونه محامياً بارعاً، فقد كان يؤمن بدور العدالة الحقيقي، وأن العدل الإلهي فوق كل عدل، لكنه قدم للمكتبة السورية عشرات الكتب البحثية منها كتابه اللافت (المرأة في مواجهة التحدي عبر مختلف العصور )، هو الباحث المعروف أحمد عمران الزاوي (١٩٣٠ – ٢٠١٧)، إذ بدأ الكاتب مخطوطه هذا، بتفنيد دور المرأة ضمن الأسرة.. فالمجتمعات الراقية في نظر الكاتب، هي التي تعي تماماً ضرورة إصلاح الأسرة، ورفع مستواها في شتى المجالات.. فربّ الأسرة غير قادر على تحمل أعباء المنزل وحده، بل لابد من مشاركة زوجته والحفاظ على كامل حقوقها والمطالبة بتأدية واجباتها تجاه أسرتها، لتنشئة ذرية صالحة تملك بذرة سليمة مبنية على أساس سليم من الوعي والاحترام.
وفي بحثه حول معاملة المرأة قديماً؛ يرى الكاتب أن المرأة قد عومِلَت في الأزمنة القديمة معاملة سيئة .
وخلال القرن العشرين؛ وجدَ الكاتب أنه بالرغم من سطوع شمس التقدم فيه، لكنها لم تبدد ظلام الجهل ولم تُلغِ الفكر المتعصب ضد المرأة.. ففي كتاب (المثقفون والأنثى في الحضارة) لمؤلفه مصطفى النهيري، وردت مقالة لزكي مبارك في المرأة يقول فيها:
المرأة هي الشقاء المُعجّل، والكرب الذي يسبق الموت.
أما في مصر القديمة؛ فيذكر: كان مركز المرأة في مصر أفضل مما كان عليه عند الكثير من الأمم السابقة، فشعب مصر قد رفع مكانة المرأة وخاصة سكان وادي النيل، فنقوشهم تُصَوّر النساء وهنّ يأكلن ويشربن ويمارسن أعمالهن التجارية والصناعية بكل حرية.
ولاننسى أنّ المرأة تبوأت مكانة مرموقة في مكونات مصر القديمة، فنرى الملكات اللواتي قدنَ البلاد بكل مهارة أمثال: حتشبسوت، ومربية موسى، وصاحبة وادي الملوك، وكليوباترة.
أما في سومر : فقد كانت المرأة هي صاحبة الحق في إقرار من سيرثها، كما كان لها على الأولاد من الحقوق كما للأب تماماً، وكانت تمارس التجارة بشكلّ مستقل.
لكن بالرغم من كل تلك الإيجابيات، فإنها لم تلغِ سلطة الزوج عليها، فكان من حقه متى شاء أن يقتلها أو يبيعها وفاءً لما عليه من ديون.
وفي بابل، وضع حمورابي سنة 2350ق.م شريعة تألفت من 285 قانوناً كان للمرأة الحظ الوافر منها: تحديد طبيعة الزواج بأنه عقد ثنائي بين الرجل والمرأة، وألّا يتزوج سواها مالم تكن عاقراً أو مريضة بمرض لاشفاء منه. وأن يكون الزوج مسؤولاً مسؤولية كاملة عن البيت من حيث الأثاث والنفقات.. وعندما يتم الطلاق يلتزم الزوج بالتنازل عن الأولاد للزوجة، وبعد موته تحل محله في الأموال والوصاية على الأولاد.. كما سمحت شريعة حمورابي بأن يُسنَد منصب القضاء والحكم إلى النساء إذا توافرت الشروط في إحداهن.
تقول إحدى الأساطير : إن( تواشيري)، المبدع الإلهي، عندما أراد خلق المرأة وجد أن مواد الخلق قد نفدت في صياغة الرجل، ولم يبق لديه من العناصر الصلبة بقية، فطفق يصوغ المرأة من القصاصات والجذاذات التي تناثرت من عملية خلق الرجل.
ورغم كل المبادرات التي منحت المرأة المساواة مع الرجل وأعطتها بعض حقوقها، فإن بعض القوانين في بعض البلدان العربية ومنها سورية لاتزال مجحفة بحق المرأة نتمنى النظر فيها وتعديلها لما فيه صلاح الأسرة والمجتمع.
بقي أن نشير إلى أن الباحث أحمد عمران الزاوي من منطقة الصفصافة جنوب طرطوس، نال إجازة في الحقوق عام 1954، وانتسب إلى نقابة المحامين، وانتُخِب رئيساً لفرع نقابة المحامين في طرطوس، أربع دورات متتالية.
مارس المحاماة سنواتٍ طويلة، وفي بداية التسعينيات، اتجه إلى النشاط البحثي وتأليف الكتب، فقد أنجز أربعين مؤلفاً في شتّى الموضوعات: الفلسفية والاجتماعية والدينية والقومية.